بدأت أعمال تطوير أول زورق سحب كهربائي في اليابان؛ ما يعزّز الجهود الرامية لخفض انبعاثات قطاع النقل البحري، تحقيقًا لأهداف الحياد الكربوني، وفق أحدث متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتصل السرعة القصوى للزورق المطور في اليابان إلى 14 عقدة (نحو 26 كيلومترًا/الساعة)، وقوة سحب قصوى تبلغ 53 طنًا بالإضافة إلى قوة دفع إجمالية لا تقل عن 3 آلاف كيلوواط عبر محركَيْن بقوة 1500 كيلوواط. وستشتمل البنية التحتية البرية لزورق السحب على بطاريتَيْن بقدرة 2000 كيلوواط، وشاحنَيْن سريعَيْن بقوة 1000 كيلوواط.
ومن المخطط أن يمتد الجدول الزمني لتطوير زورق السحب من عام 2025 إلى عام 2030، ليشمل خلالها دراسات الجدوى وتصميم المفهوم في عام 2025، والتصميم الرئيس في عام 2026، والتصميم التفصيلي في عام 2027، ثم بدء البناء في عام 2028، وصولًا إلى بدء الخدمة التجارية في عام 2030.
مواصفات أول زورق سحب كهربائي في اليابان
اشتركت شركة طوكيو كيسن (Tokyo Kisen) اليابانية العاملة في مجال تقديم خدمات سحب القوارب ومواطنتها مارين دوز (Marindows) الناشطة في مجال تطوير البرمجيات، في تطوير ما يُوصَف بأنه أول زورق سحب كهربائي في اليابان، وفق ما أورده موقع رينيو إيكونومي.
ومن المتوقع تشغيل زورق السحب الكهربائي في مواني مدينتي يوكاهاما وكاواساكي اليابانيتَيْن، بهدف المساعدة في تسريع خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، اتساقًا مع سياسة المواني حيادية الكربون التي تتبناها حكومة البلد الآسيوي. وستنطلق أعمال بناء أول زورق سحب كهربائي في اليابان في عام 2028، قبل أن يدخل حيز التشغيل رسميًا بحلول عام 2030. ووفق بيان مشترك صادر عن "طوكيو كيسن" و"مارين دوز"، سيعمل الزورق بوساطة بطاريات ليثيوم أيون؛ ما يمكن أن يرفع إجمالي قوة الدفع إلى 3 آلاف كيلوواط. ويأتي مشروع تطوير زورق السحب الكهربائي في اليابان استكمالًا لعامَيْن ونصف العام من مشروعات ذات صلة تتعلّق بزوارق سحب كهربائية.
زورق سحب هجين
في شهر يناير/كانون الثاني، دخل زورق السحب الكهربائي الهجين تايغا (Taiga)، التابع لشركة طوكيو كيسن ومقرها يوكوهاما، حيز التشغيل، بسعة بطارية كبيرة بلغت 2486 كيلوواط/ساعة. وزورق سحب "تايغا" هو نتاج شراكة بين "طوكيو كيسن" والتحالف الياباني "إي5 لاب" e5 Lab، الذي يركز على تخطيط السفن الكهربائية وتطويرها.
وبُني الزورق في حوض بناء السفن كاناغاوا دوكيارد (Kanagawa Dockyard) في مدينة كوبي الساحلية، وقد زُوّد بمجموعة حلول كهربائية صديقة البيئة، بما في ذلك منصة نظام الكهرباء المصنّعة بوساطة شركة التقنية السويسرية إيه بي بي (ABB)، المثبتة على متن الزورق، التي تتيح خفض استهلاك الوقود، وبالتالي تقليل بصمة الزورق الكربونية. وكانت الوحدة قد أُطلِقت رسميًا في آخر شهر مايو/أيار الماضي، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة. ويُعد زورق سحب "تايغا" هو ثاني وحدة من نوعها صديقة للبيئة تُطلَق في مواني يوكاهاما وكاواساكي، في أعقاب زورق السحب الهجين (يعمل بالكهرباء والديزل) جينغا (Ginga) الذي دخل حيز التشغيل رسميًا في عام 2013.
رحلة يابانية نحو الحياد الكربوني
تدير اليابان واحدًا من أكبر الأساطيل البحرية في العالم؛ ما يجعلها لاعبًا رئيسًا في مجال النقل البحري. ومنذ مدة طويلة تحتفظ اليابان بالمركز الثالث ضمن قائمة أكبر أحواض بناء السفن في العالم.
وبلغت قيمة سوق الخدمات اللوجستية البحرية 11.21 مليار دولار في العام الماضي، في حين تشير توقعات إلى إمكان أن تصل قيمة السوق ذاتها إلى قرابة 18 مليار دولار بحلول عام 2033، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقد تلت هذا الارتفاع في قيمة السوق المذكورة جهود متزايدة من قِبل القطاعَيْن العام والخاص، من أجل إتاحة رحلة "أكثر سلاسة" إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، بما يتسق مع اللوائح البيئية للمنظمة البحرية الدولية.
|
اقرأ أيضاً: ADNOC L&S تتعاون مع REGENT لتجربة مركبات كهربائية عالية السرعة للنقل البحري |
ومن بين المسارات التي تؤدي إلى الحياد الكربوني، تبرز الكهربة عاملًا حاسمًا في هذا الخصوص، لا سيما بالنسبة إلى الشحن الساحلي.
مشروع وطني
أطلقت حكومة اليابان مشروعًا وطنيًا بتكلفة نحو 410 آلاف دولار، لدراسة بناء صناعة شحن ساحلية خالية من الانبعاثات، بهدف هندسة السفن ونشرها على مدى السنوات الـ5 المقبلة.
ومن حيث الكهربة، برزت مجموعة من التطورات الأخرى الحاصلة في مثل تلك المبادرات خلال العامَيْن الأخيرين.
ففي عام 2021، أطلقت شركة أساهي تانكر (Asahi Tanker)، المتخصصة في الشحن البحري، أول ناقلة كهربائية هي الأولى من بين وحدتَيْن كهربائيتَيْن من الجيل التالي، وقد نُشِرت في خليج طوكيو بصفتها سفينة تزويد بالوقود في شهر مارس/آذار من العام التالي.
وفي شهر مايو/أيار (2025)، كشفت شركة نيبون يوسن كابوشيكي كايشا (Nippon Yusen Kabushiki Kaisha) النقاب كذلك عن أول سفينة أعمال كهربائية في البلاد وتحمل اسم إي -كريا (e-Crea).
