عُقدت جلسة بعنوان "إيطاليا.. مركز متوسطي" ضمن فعاليات "ملتقى ريميني"، حيث برزت رؤية لتحويل الموقع الجغرافي لإيطاليا، بوصفه "رصيفا طبيعيا يطل على البحر الأبيض المتوسط، إلى مركز استراتيجي لحركة البضائع والبيانات عبر البحر، وذلك خلال نقاش جمع المؤسسات وقادة قطاع النقل البحري لتحديد مسار المستقبل.
استراتيجية واضحة
أكد رئيس منطقة ليغوريا ماركو بوتشي أهمية وجود رؤية استراتيجية واضحة، مشددا على أن إيطاليا تمثل بوابة جنوب أوروبا. وأشار إلى أن ليغوريا وموانئ البحر الأدرياتيكي يجب ألا تتعاون لاعتراض تدفق البضائع فقط، بل أيضا البيانات الرقمية التي تحملها الكابلات البحرية، لافتا إلى أن الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية، مثل الـ18 مليار يورو المخصصة لليغوريا، تمثل أساسا لبناء نظام بحري مستدام لعقود قادمة.
ومن جانبه، أشار سيرجيو جيانوتي من خدمات "أمازون ويب" إلى التحديات الرقمية في الموانئ الإيطالية، موضحا أن أوقات التخليص الجمركي فيها تزيد عن ضعف ما هي عليه في روتردام، مؤكدا أن الحل يكمن في الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية لتحسين الخدمات اللوجستية البحرية، كما هو الحال في موانئ روتردام وسنغافورة.
اقرأ أيضاً:خط الرورو المصري الإيطالي: نافذة جديدة للصادرات الزراعية والصناعية |
موقع فريد
أما نائب وزير البنية التحتية والنقل الايطالي إدواردو ريكسي، فشدّد في الاستنتاجات على أن التجارة والبنية التحتية البحرية تظل الرابط الحقيقي بين الشعوب، داعيا إلى تحديث شبكة الموانئ ومحطات الشحن وربطها بأنظمة لوجستية حديثة. وأضاف أن على إيطاليا التغلب على المنافسة الداخلية وتقديم نفسها كمركز بحري رئيسي موحد، مستفيدة من موقعها الفريد للتواصل مع جنوب المتوسط وأفريقيا.
وختم ريكسي بالقول: "إما أن نبني نظاما متكاملا كمركز بحري موحّد، أو نخاطر بأن نكتفي بالفتات في عالم متغير، بينما يمكن لموقعنا أن يتحول إلى ثروة استراتيجية لإيطاليا".