تتمتع شركة البحري للبضائع السائبة ومقرها السعودية، ولها فرع في دبي، بالرؤية الإستراتيجية التي تتوافق مع الهدف الطموح لرؤية المملكة العربية السعودية 2030. تُحدثنا مديرة تأجير السفن في الشركة سارة القحطاني عن التزام الشركة برؤية ناجحة تتمثل بتحويل المملكة إلى لاعب محوري إقليمي وعالمي. ويعكس التزام البحري للبضائع السائبة بتأمين سلسلة الإمداد داخل المملكة نهجا شموليا للتنمية الاقتصادية والاستقرار.

تتمثل خطة البحري للبضائع السائبة خلال المرحلة المقبلة في زيادة حصة السوق من حيث إجمالي القدرة على نقل البضائع سنويا وتوسيع وتنويع الأسطول، ما يشير الى استراتيجية التفكير المستقبلي. ولا يدل هذا التوسع على النمو الاقتصادي لشركة البحري للبضائع السائبة فحسب، بل يضع الشركة أيضا كلاعب رئيسي في صناعة النقل البحري العالمية.

بدءا، نود أن نعرّف قراء "ربان السفينة" على مديرة تأجير السفن في شركة البحري للبضائع السائبة سارة القحطاني. 
لقد أكملت جميع سنواتي الدراسية في الإمارات العربية المتحدة وتخرجت من الجامعة الأمريكية في الشارقة بتخصص في العلاقات الدولية. ثم بدأت مسيرتي مع البحري بعد التحاقي ببرنامج تنمية مواهب الخريجين في دبي، حيث تم اختياري للانضمام إلى قسم التجارة والعمليات في شركة البحري للبضائع السائبة. في البداية، استلمت مهام محلل أول في العمليات، للإشراف على إدارة الأسطول وتخطيط الرحلات. تعمقت خبرتي في الإدارة التجارية للسفن من خلال فترة التدريب مع Clarksons في قسم شحن البضائع الجافة. إلى جانب ذلك،  أكملت دورات تدريبية في الاستثمار في الشحن وإدارة العمليات والتأجير من Baltic Exchange ،Lloyd’s Register DNV، وغيرها.

توليت مؤخرا منصب مدير تأجير ناقلات البضائع السائبة في شركة البحري للبضائع السائبة. وبصفتي هذه، أشرفت على الجوانب التجارية لوحدة الأعمال، بما في ذلك تأجير السفن وصياغة عملية توظيف استراتيجية فعالة ومربحة .كما أن مسؤولياتي تمتد إلى التفاوض على العقود، واستغلال فرص الأعمال الجديدة، وإدارة المشاريع والعلاقات التجارية.

 

اقرأ أيضاً: كلمة العدد 89: عام جديد ينتظر القطاع البحري.. ماذا في طيّات 2024؟

 

كيف كانت رحلة اكتشاف شغفك بالعالم البحري؟
إنّ انضمامي إلى شركة البحري للبضائع السائبة ، بقيادة الرئيس المهندس محمد بن بتال، هو نقطة تحول في مسيرتي المهنية، حيث اكتشفت شغفي في القطاع البحري. يمثل قطاع نقل البضائع السائبة الجافة شريان الحياة للاقتصاد العالمي، فهو الطريق الأساسي الذي تمر من خلاله السلع الرئيسية عبر المساحات الشاسعة لعالمنا المترابط. ومن هنا، استحوذت الطبيعة الديناميكية للنقل البحري والخدمات اللوجستية على اهتمامي حيث أدركت الدور والأثر الذي يمكن أن يلعبه المرء، في المساهمة في تعزيز كفاءة وموثوقية وأمن سلاسل الأمداد في جميع أنحاء العالم.

ماذا تتضمن مهام عملك؟ وكيف تصفين رؤيتك؟ 
بصفتي مديرة تأجير السفن في البحري، اعتبر نفسي مالك سفن مسؤول، وأقوم بالإشراف على العمليات التجارية الخاصة بناقلات البضائع السائبة الجافة. أركز في مهامي على زيادة إيرادات الأسطول، وتقليل تكاليف التشغيل، وفي الوقت نفسه ضمان مستوى عال من رضا العملاء. ويستلزم ذلك التفاوض وتأمين اتفاقيات مع مختلف الجهات في القطاع البحري، وتخطيط رحلات الأسطول، وضمان الحركة السلسة للبضائع عبر البحار وفقا لأعلى الممارسات الدولية.

أما بالنسبة لرؤيتي، لطالما كانت المملكة العربية السعودية في طليعة عالم النقل البحري والخدمات اللوجستية على المستوى الإقليمي والعالمي. واليوم، أتخيل قصة انتصارات أكبر يدعمها رئيسنا التنفيذي، المهندس أحمد السبيعي، الذي رسم الطريق للمضي قدما في البناء على  إنجازاتنا الرائعة وكتابة الفصل التالي من رحلة البحري الاستثنائية. 


 
كيف كانت مشاركتك كمتحدثة ومنسقة للحلقة النقاشية في مؤتمر Smart Maritime Network Conference في دبي 2023؟
لقد حظيت بفرصة رائعة كمتحدثة ومديرة لإحدى الجلسات الحوارية في Smart Maritime Network  Conference في دبي، حيث عرضت رحلة التحول الرقمي لشركة البحري من منظور مالك السفن ومدير السفن، مع زميلي من شركة البحري لإدارة السفن، Jaideep Vohra. نحن ندرك حجم مساهمة البحري في سلاسل الأمداد العالمية، وقدرتها على إلهام وتشجيع لغة التغيير والتعاون. ولذلك، عمدنا إلى رفع مستوى الوعي والمساعدة في تحويل المجال البحري بأكمله، وتسخير إمكانات أنظمة الاتصال والأتمتة، والربط بين مختلف المجالات البحرية والعالم الخارجي، وكذلك الاستفادة من التحسينات الممكنة في الكفاءة، السلامة والجودة والتأثير البيئي.

فازت البحري مؤخرا بجائزة أفضل شركة نقل بحري للبضائع السائبة في حفل توزيع جوائز "The Maritime Standards" للعام 2023. ماذا تعني الجوائز البحرية لشركة عالمية مثل البحري؟
في البحري للبضائع السائبة، نسعى أن نصبح مزودا رائدا لخدمات نقل البضائع السائبة الجافة والخدمات اللوجستية على المستوى الإقليمي والعالمي، من خلال وضع معايير عالية ومبتكرة في هذا المجال. الفوز بهذه الجائزة هو بمثابة تأكيد قوي على التزامنا بالتميز والريادة في هذه الصناعة. بالنسبة لشركة البحري، تمثل هذه الجوائز تأكيدا على جهودنا للتميز في سوق تنافسي وديناميكي. سنواصل تجاوز الحدود ورفع مستوى ممارسات الصناعة من خلال حماية طواقمنا على متن السفن، وتحسين إدارة العمليات التشغيلية والتجارية، وتلبية احتياجات العالم من خدمات النقل والخدمات اللوجستية.

 

اقرأ أيضاً: قطاع البحري للكيماويات يوقع اتفاقية مع برومان لاستئجار سفينتي ستينا بروفيدنت وستينا بروجريسيف

 

من وجهة نظرك كإمرأة سعودية، كيف ترين المملكة كبلد يخوض مرحلة تطويرية وتقدما كبيرا على كافة الأصعدة؟
لقد ساهمت رؤية المملكة في تحفيز بيئة ديناميكية ومتطلعة للمستقبل، انتقلت من صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى وطن وشعب طموح. 

وما أصبح واضحا بشكل متزايد هو التحول العميق حيث لم تستحدث إحساسا متزايدا بالطموح للأفراد فحسب، بل قامت أيضا بتنمية رؤيتهم الشخصية ضمن التطلع الأوسع للطموح الوطني. ويؤكد هذا التحول أن الأمة بأكملها تتقدم بشكل جدير بالثناء في سعيها لتحقيق رؤية 2030،  وما بعدها. 

قامت شركة البحري للبضائع السائبة مؤخرا بتغيير أعلام سفنها لتكون سعودية. ما هي الرسالة التي تنقلها الشركة من خلال هذه الخطوة؟
لقد سعينا جاهدين لتعزيز مكانة المملكة في القطاع البحري، من خلال استكمال تغيير أعلام جميع سفننا إلى العلم السعودي. لا شك أن انضمام أسطولنا إلى الأسطول البحري الوطني للمملكة العربية السعودية سيعزز تصنيف البحري عالميا في قائمة تصنيف المنظمة البحرية الدولية، وسيزيد من حجم وكفاءة الأسطول البحري السعودي، وبالتالي تحقيق الاستدامة في سلاسل الأمداد في المملكة.

هل هناك أي خطط لتوسيع قدرات الأسطول؟
سوف نستمر في توسـيع الأسطول وتنويعه والمحافظة على أداء قوي على صعيد نقل الحمولة الإجمالية في المسـتقبل، انطلاقـا مـن حرصنا الدائـم على تطوير منظومـة عالميـة المسـتوى بالمملكـة لقطـاع النقل والخدمـات اللوجسـتية الذي يتميز بالتنـوع والاسـتدامة والتنافسـية، إلـى جانـب تعزيز أمن سلاسل الأمداد في قطـاع النقـل البحـري وضمـان نجاحها، وعليه، فإننا نسـعى باسـتمرار لزيـادة حصتنـا مـن الشـحنات الواردة إلـى المملكة والصـادرة منها عبر التعـاون البنـاء مـع أبـرز الجهات والمؤسسـات ذات الصلة.

تعمل المشاريع الضخمة في المملكة على زيادة الطلب على السلع السائبة الجافة، لذلك قمنا بالاستثمار بشكل استراتيجي في أنواع السفن وحددنا قطاعات البضائع الرئيسية التي تتمتع بإمكانات نمو عالية. وقد تجلى نجاح هذه الإستراتيجية من خلال استحواذنا مؤخرا على سفينتين متطورتين من فئة Ultramax بمواصفات حديثة وصديقة للبيئة، مما يسمح لنا بزيادة توسعنا في الأسواق إلى أقصى حد، وتعزيز قدرتنا التنافسية.

كيف يمكن تقييم عام 2023؟ وما هي خطط البحري للبضائع السائبة لعام 2024؟
لقد أثبت نموذج الأعمال لشركة البحري للبضائع السائبة قدرته في التغلب على التحديات غير المسبوقة التي فرضتها ظروف السوق الصعبة في عام 2023. وعلى الرغم من ذلك، تم التخطيط بدقة لممارسات استراتيجية استباقية لتحديد مواقع الأسطول لتتماشى مع المتطلبات القادمة، مما يؤدي إلى تحسين الكفاءة التشغيلية إلى أقصى إمكاناتها. وبالنظر إلى المستقبل، فإن التزامنا هو الارتقاء بخدماتنا كمزود إقليمي وعالمي بارز وتنافسي من خلال الابتكار واعتماد المعايير الرائدة في الصناعة. تلتزم شركة البحري للبضائع السائبة بتعزيز المكانة الاستراتيجية لشركة البحري من خلال مواصلة التوسع والتنويع المستمر لأسطولها، وكذلك التنويع عبر مختلف المناطق الجغرافية والسلع.

مجلة ربان السفينة، العدد 89، يناير/ فبراير 2024، لقاء بحري، ص. 14

 

اقرأ أيضاً

 العدد 89 من مجلة ربان السفينة

(Jan./ Feb. 2024)

 

أخبار ذات صلة