هناك ضغط متزايد على الشبكة العالمية لتحديد فرص جديدة لدعم واستدامة النمو الاقتصادي حيث يواجه القطاع البحري نقصا في العمال. ولحل هذه المشكلة، يتوجب على الصناعة ضمان تكافؤ الفرص من خلال بناء أماكن عمل تضمن ظروفا سالمة ومرنة وشاملة. هذا المجال بحاجة إلى تفكير متقدم، مع تبني الابتكار للتصدي للحواجز المستمرة ودعم المشاركة الهادفة للمرأة في الصناعة البحرية.

في موضوع هذا العدد، تسلط "ربان السفينة" الضوء على مسيرة عمل المرأة في الصناعة البحرية، وكيف تأخد الصناعة هذا الأمر بعين الاعتبار، وتحليل ذلك من خلال آراء مختلفة تهدف إلى تمكين دور المرأة في المجتمع البحري، مرورا بالتحديات التي يواجهنها، والدوافع التي تجذبهن للعمل في هذا القطاع.

الاستثمار في المرأة
تشير العديد من الدراسات إلى أن الاستثمار في النساء هو الطريقة الأكثر فعالية لرفع مستوى المجتمعات والشركات، وبهذه الطريقة، يساعد وجود المرأة في تحسين الصناعة البحرية. 

ومن خلال الاطلاع على وجهات نظر الخبراء، لا يمكن إنكار أن النساء هن مصدر ممتاز للإلهام والتحفيز في سياق العمل الجماعي. تعتبر معرفتهن وخبرتهن - سواء الحياتية أو المهنية - ضرورية للصناعة للتقدم والتعلم والفهم الكامل للتحديات التي يواجهنها لإيجاد الحلول. ومن خلال الاستفادة من مجموعة المواهب غير المستغلة لدى النساء، يمكن تلبية الطلب المتزايد على العمال المهرة في الصناعة البحرية.

المساواة بين الجنسين
وإلى جانب الاستثمار في المرأة، ينبغي القيام بإجراءات تهدف إلى تحقيق التوازن العادل بين الجنسين، من خلال اتخاذ خطوات من جانب الشركات وأصحاب السفن. بالنسبة لهيئة التصنيف الفرنسية Bureau Veritas Marine & Offshore، التوازن بين الجنسين وتمكين المرأة هو أحد توجهاتها الرئيسية، وتتطلع الهيئة نحو الخطوات القادمة لتحسين الإدارة، بهدف تحقيق معدل 35% من النساء في مناصب قيادية بحلول عام 2025.

تعليقا على هذا الموضوع، تؤكد Shikha Mishra مديرة التسويق في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لدى BV: "نفتخر بوجود العديد من النساء الناجحات والمتحمسات في عائلة BV العالمية وأنهن يقمن بوظائف مهنية رائعة ويتمتعن بمهنة مجزية في هذا القطاع." 

Shikha Mishra

توضح Mishra  أنه من خلال جهود BV لتوفير فرص متساوية للنساء، يشارك مسؤولو  BV M&O في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، بشكل متكرر في مؤتمرات مختلفة مثل المؤتمر السعودي البحري، للتأكيد على تعزيز القوى العاملة النسائية في هذا القطاع.

 

اقرأ أيضاً: مقابلة ربان السفينة مع Yildiz Bozkurt Ozcan المدير العام لشركة Med Marine التركية تناقش دعم التطوير المهني للمرأة في العالم البحري

 

من وجهة نظر لوجستية، تعتقد Elisabeth Cosmatos، المديرة التنفيذية للمجموعة اليونانية Cosmatos Group ورئيسة مجموعة The Heavy Lift Group، أن المجتمع البحري يجب أن يكون حساسا لتوقعات الجيل القادم: "طلبت رأي ابنتي، البالغة من العمر 15 عاما، للإجابة عن السؤال، فقالت لي إن الشابات اليوم يتوقعن الرواتب نفسها التي يحصل عليها الرجال، ويتوقعن فرصا متساوية للتوظيف والترقية، وأنه يجب أن يكون هناك توازن بين الجنسين في مكان العمل، بعيدا عن التمييز ضد المرأة في البيئات التي يهيمن عليها الذكور."

ترقية عادلة
في السياق نفسه، تقول رنيم عبيد، المدير العام لمجموعة الاستشارات البحرية العالمية GMCG، أنه يجب على الشركات وضع وتنفيذ سياسات للدفاع عن المساواة بين الجنسين، مثل المساواة في الأجور وعدم التمييز، مشيرة إلى أنه من الضروري أن يكون هناك عمليات توظيف وترقية عادلة وغير متحيزة: "نحن فخورون بأن أكثر من 40% من المناصب الإدارية لدينا في GMCG تشغلها نساء، مما يدل على التزامنا بدعم هذه المبادئ. يجب رفع أصوات النساء، فإن تمثيلهن الكافي في جهات صنع القرار أمر ضروري. 

وهنا، بإمكان التعاون مع أصحاب المصلحة الآخرين، مثل الوكالات الحكومية والمنظمات غير الحكومية، ما يعزز المساواة بين الجنسين في الصناعة البحرية. فالأمر لا يقتصر على زيادة عدد النساء في الصناعة فحسب، بل ضمان حصولهن على الدعم اللازم والفرص اللازمة للازدهار."

عدم التمييز
وفي حديثها عن تحسين المساواة بين الجنسين في المجتمع البحري، تتحدث Elpi Petraki، رئيسة الرابطة النسائية الدولية للنقل البحري والتجارة WISTA International؛ ومديرة العمليات والتأجير وتطوير الأعمال في شركة ENEA لإدارة السفن؛ والنائب الثاني لرئيس جمعية مالكي السفن الهيلينية Hellenic Shortsea Shipowners Association - HSSA أن الشركات بحاجة إلى فهم المشكلة والاعتراف بها، وإجراء مراجعة داخلية لتقييم ما إذا كانت ثقافة الشركة وسياساتها تتماشى مع خلق بيئة عمل أكثر عدالة وشمولا للجميع.

وتضيف Petraki: "يجب وضع السياسات التي تدعم الأشخاص خلال جميع مراحل حياتهم، مع إجراءات لمعالجة السلوكيات غير المقبولة والتدريب المتاح لتعزيز فهم أهمية التنوع والشمول. لن يساعد هذا في إزالة التحيزات فحسب، بل سيمكّن المرأة في مكان العمل وسيثبت أن العقليات قد تتغير. التعاون ضروري أيضا، ويسعدني أن WISTA International تعمل بشكل وثيق جدا مع المنظمة البحرية الدولية والمنظمات الأخرى في العديد من المشاريع التي نأمل أن تبدأ في إحداث تغيير حقيقي."

سياسات التوعية والدعم
من جهتها، وفي سياق الحديث عن أهمية الدعم، تعتبر Elena Skorokhod مديرة التسويق والمساعد للرئيس التنفيذي في شركة Marcap للخدمات البحرية، إنه من غير المألوف سماع اسم امرأة ضمن طاقم من البحارة، مؤكدة أنه من الضروري رفع مستوى الوعي لتشجيع النساء على الانضمام إلى القطاع البحري وتثقيفهن وإظهار المزايا التي تقدمها هذه الصناعة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال عرض القصص والأمثلة الناجحة عن نساء يعملن في الصناعة، والإفتخار بأولئك الذين أظهروا الشجاعة للدخول إلى هذا القطاع.
وتتحدث Skorokhod عن مبادرات لدعم هذا الأمر: "يمكن للشركات أن تفتح برامج تدريب خاصة للنساء أو تقديم المزيد من المناصب والأدوار لهن أثناء إجراء المقابلات. أعتقد أن توفير مثل هذه المزايا للنساء في الصناعة سيكون أمرا عادلا، مع الأخذ في الاعتبار أنه لا يمكننا تجاهل اختلاف القدرة البدنية بين الجنسين عندما يتعلق الأمر بالعمل المتطلب. علاوة على ذلك، فإن تحسين المرافق على متن السفن، وتنفيذ برامج الرعاية الاجتماعية، ووجود الإهتمام اللازم من الموظفين، كلها طرق لزيادة فرص وجود المزيد من النساء على متن السفن."

Elena Skorokhod

وفي سياق متواز، تعتقد هبة بوارشي، عضو مجلس إدارة مجموعة الجزائري، ومقرها لبنان، أنه يجب على الشركات وضع سياسة واضحة وشاملة فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين والتنوع، في حين تدعم الشركة تكافؤ الفرص وعدم التمييز. وبالتالي، يجب أن تضمن عمليات التوظيف ممارسات خالية من التحيز وأسس للمساواة بين الجنسين. ومن المهم جدا أن تقوم الشركات بتنفيذ سياسات داعمة للأسرة والتوازن بين العمل والحياة، من خلال تضمين ترتيبات العمل المرنة وسياسات إجازة الأمومة.

الدوافع
في حين أن النساء يمثلن 1.2% من البحارة في جميع أنحاء العالم، فإن هناك دوافع تجذبهن للعمل على متن السفن. تقول عبيد أن الصناعة البحرية، وخاصة الأدوار على متن السفن، توفر مسارا وظيفيا فريدا من نوعه يمكن أن يكون جذابا للغاية للنساء. الصناعة ديناميكية ومتطورة باستمرار، وتقدم تحديات وفرصا جديدة في كل منعطف. وهذا ما يجعل العمل صعبا وفي الوقت نفسه مجزيا، مما يوفر إحساسا بالإنجاز لا يمكن أن تقدمه سوى القليل من المهن الأخرى.

"وتضيف قائلة: تتطلب طبيعة العمل على متن السفينة مستويات عالية من العمل الجماعي. يجب أن يعمل أفراد الطاقم معا بشكل وثيق لضمان التشغيل السلس للسفينة، وتعزيز الشعور بالصداقة." ويمتد هذا العمل الجماعي، بحسب عبيد، إلى ما هو أبعد من مجرد التفاعلات المهنية؛ يمكن أن تؤدي التجارب والتحديات المشتركة على متن السفينة إلى روابط قوية وإحساس كبير بالانتماء إلى الطاقم والمجتمع البحري. يمكن أن يكون هذا الجانب من العمل جذابا للغاية، لأنه يوفر بيئة داعمة ومتعاونة.

Ranim Obeid

وبالحديث عن الدوافع ودور الشركات في تعزيز مثل هذه البيئات الداعمة، تتحدث Mishra عن تجربتها في BV، ودوافع العمل في هذه الصناعة: "عندما انضممت إلى BV في عام 2020، لم أفكر حتى في الانضمام إلى صناعة أخرى يهيمن عليها الذكور. بعد أن أمضيت أكثر من 10 سنوات من حياتي المهنية في قطاع الخدمات، تعلمت أن أتقبل أن معظم زملائي سيكونون من الذكور. ومع ذلك، ما يمكنني التحكم به هو اختيار وضع تركيزي وطاقتي على الأشياء التي تساعدني على تحقيق نجاحي المهني."

وتكمل Mishra قائلة: "أعتقد أن توجه BV القوي نحو المساواة بين الجنسين هو الدافع الأساسي لعملي واهتمامي بهذا المجال. ولا شك أن وجود نساء في مناصب قيادية يحققن إنجازات كبيرة هو مصدر إلهام للمضي قدما لأنهن مثالا يُحتذى به."

الاستكشاف
من الناحية العملية، هذا صحيح؛ حيث تستكشف النساء اليوم العالم بشكل لم يسبق له مثيل، ويغامرن في مجالات مختلفة مثل الفضاء والسياسة والهندسة وغيرها، بحسب Skorokhod، التي تعتقد أن الصناعة البحرية تحمل سحرا ما لأنها تحافظ على اتصال دائم بالبحر: "عندما انضممت إلى شركة Marcap، أول خطوة لي كانت هي الصعود على متن السفينة لتجربة أسلوب الحياة هناك - الروائح والأجواء وغرفة المحركات. وكما يمكن لأي رجل أن يشعر بالانجذاب إلى هذه الصناعة، يمكن لأي امرأة أيضا أن تشعر بالانجذاب نفسه."

تاريخيا، كانت الصناعة البحرية بيئة مليئة بالتحديات، يهيمن عليها رجال أقوياء وصارمين. ومع ذلك، تقول Skorokhod: "مع التطور السريع للتكنولوجيا وتزايد تجهيزات ومعدات السفن بشكل أفضل، أصبح من الممكن الآن حل العديد من المشكلات دون الحاجة إلى الدخول في صلب العمل بدنيا، مما يسهل تجارب النساء في هذا القطاع. النساء اللواتي لديهن حب للبحر، وطبيعة تأملية، وشعور بالاستكشاف، وشغف بالآلات، يمكنهن الآن تحقيق أحلامهن."

وبالحديث عن مساهمة التكنولوجيا في هذا الأمر، تعتقد Petraki أن هناك طلب كبير على المواهب الجديدة على متن السفن، لذلك لا تستطيع شركات النقل البحري تجاهل 50% من السكان. تعمل التكنولوجيا الموجودة على متن السفن أيضا على تغيير طريقة عمل السفينة؛ يصبح العمل يتطلب قوة بدنية أقل، وتتغير مجموعة المهارات المطلوبة، لذلك من المهم إدراك أن المهارات نفسها لا تتطلب جنسا معينا لإتقانها. بحسب Petraki، يمكن أن تكون الحياة المهنية في البحر مجزية للغاية وتسمح للأشخاص بالسفر حول العالم وتجربة ثقافات مختلفة: "يمثل جذب المواهب الجديدة إلى صناعة النقل البحري تحديا، وهذا مجال ذو أولوية بالنسبة لـ Wista International. هناك نقص في الوعي في العديد من الفرص والمسارات الوظيفية المتاحة، ولمعالجة ذلك، فإننا نبحث في كيفية العمل مع المؤسسات التعليمية، بينما نفكر أيضا في كيفية جعل الصناعة أكثر جاذبية."

الفجوة في الأجور
ولكن أمام حفاظ المرأة على مكانتها في الصناعة وتعزيزها، لا تزال هناك تحديات على طول الطريق. يوضح الخبراء لـ "ربان السفينة" أن التحدي الرئيسي هو فجوة الأجور في العديد من القطاعات؛ باعتبار أن الصناعة البحرية، تقليديا، هي صناعة يهيمن عليها الرجال، ويتعين على النساء أن يعملن بجد أكبر لإثبات قدراتهن.

توازن الحياة مع العمل
تذهب عبيد أبعد من ذلك في شرح التحديات، مسلطة الضوء على التوازن بين العمل والحياة باعتباره تحديا كبيرا، خاصة بالنسبة للنساء اللواتي يعملن كبحارة: "قد تؤثر الفترات الطويلة والبعيدة عن المنزل وطبيعة العمل المتطلبة على المرأة في تحقيق التوازن بين مسؤولياتها المهنية والشخصية. غالبا ما تفتقر النساء إلى إمكانية الوصول إلى الإرشاد والتواصل والتوعية، والتي تعتبر ضرورية للتقدم الوظيفي. وهذا هو أحد الأسباب التي تجعلنا في Global Maritime Consultants Group  بصدد إنشاء برنامج إرشادي مخصص للنساء في الصناعة البحرية."

المنافسة
التحدي الآخر هو أن النساء غالبا ما يحاولن التنافس مع الرجال باستخدام الأساليب نفسها دون الإلمام بها، مما يضعهن أمام فشل محتمل. هنا توضح Skorokhod: "بينما تمتلك النساء قوة في الرعاية والحب، فإن الرجال منافسون أقوياء، وغالبا ما يقاتلون بكل قوتهم. علاوة على ذلك، إذا نظرنا إلى المناصب الإدارية، نلاحظ نقصا كبيرا في تمثيل المرأة. يعود ذلك إلى حد كبير إلى النقص العام في الدراسات والأرقام التي توضح هذا الأمر في الصناعة."

التحرش والتنمر
في التعامل مع التحرش والتنمر في مكان العمل، غالبا ما تتعرض النساء لهذه الممارسات، وفي هذا الصدد، تقول Petraki أن إحدى القضايا الرئيسية التي تعمل عليها WISTA مع المنظمة البحرية الدولية والمنظمات الأخرى هي تغيير السلوك؛ وتغيير عقليات الناس من حيث السلوكيات المقبولة - سواء على البر أو على متن السفن - ومعاملتهم ومواقفهم تجاه الآخرين.

قصص النجاح
كل امرأة لديها قصتها لترويها، وتلك التي تعمل في الصناعة البحرية، لديها دائما بصمة خاصة فيما يتعلق بذكرى معينة أو قصة نجاح. هنا، تتحدث إلينا كل خبيرة في الصناعة عن قصتها الخاصة. فما هو شعور هذه النساء العاملات في القطاع البحري؟

Elisabeth Cosmatos

مهنة مجزية
طوال 25 عاما خلال عملها في Cosmatos Group، وضعت Elisabeth Cosmatos قلبها في كل مهمة، وكانت على دراية تامة بالطريقة التي سيشعر بها الأشخاص الذين تعمل معهم: "ربما طبيعتي هي أن أطرح الأسئلة دائما، وأستمع بعناية إلى الإجابات، وفهم الاحتياجات الحقيقية أو العقبات أو التحديات التي قد نواجهها في أي مهمة معينة. أسعى جاهدة إلى نشر ثقافة التعاطف، حتى يعرف زملائي أنهم بأمان عند التعبير عن آرائهم، انطلاقا من الاقتناع بأن العمل الجماعي ينتج أفضل الأفكار والحلول."

Cosmatos Group هي شركة لوجستية متخصصة بمشاريع الشحن والنقل البحري، وتقوم بنقل البضائع لبعض أكبر المؤسسات في العالم، وغالبا ما يكون عملها معقدا وينطوي على ظروف ومكالمات صعبة. تقول Cosmatos أن هناك دروسا صعبة يقابلها لحظات مجد: "أود أن أذكر تمكين المرأة في هذا السياق، لأن الغرض الكامل من عملنا يشمل القيام بالأشياء "بالطريقة الصحيحة"، بدلا من "الطريقة السهلة". بالنسبة لي، كان من الممتع أن تعزز مسيرتي المهنية وتتوافق مع شيء يمثل قيمة شخصية أساسية."

 

اقرأ أيضاً: كلمة العدد 87: النافذة البحرية الواحدة: كيف يتحضر القطاع البحري لهذا التحول الرقمي؟

 

نصيحة ذهبية
عندما انضمت هبة بوارشي لأول مرة إلى شركة الجزائري، بحثت عن مرشدين داخل الشركة لتتعلم منهم. وتقول: "لقد ظلت نصيحة السيدة بوارشي الذهبية عالقة في ذهني طوال الوقت: أن أشارك دائما في برامج التدريب وحضور مؤتمرات الصناعة وأن أكون عضوا نشطا في كل ما يخص هذه الصناعة."

Heba Bawarshi

الإصرار والشغف
رحلة رنيم عبيد في الصناعة البحرية كانت مدفوعة بالإصرار والشغف. بعد تخرجها بدرجة بكالوريوس في علوم الرياضيات/الفيزياء والكيمياء، وجدت طريقة للجمع بين حبها للأرقام والبحر، مما دفعها إلى ممارسة مهنة في مجال النقل البحري. على مر السنين، باتت معروفة بخبرتها في مجال تسجيل السفن من قبل العديد من إدارات الأعلام، واليوم، تعمل بفخر كمديرة الخدمات القانونية لمجموعة GMCG.

وتضيف عبيد قائلة: "بصفتي مرشدة، أنا ملتزمة بدعم وتمكين المرأة في القطاع البحري. أتفهم التحديات التي نواجهها في مجال يهيمن عليه الذكور، إلا أن صفات المرونة والتفاني التي أتمتع بها قد أكسبتني العديد من الجوائز وشهادات التقدير. أنا فخورة بتعزيز ثقافة الاستدامة والمسؤولية البيئية، وقيادة العديد من المبادرات للحد من تأثير صناعتنا على البيئة."

Elpi Petraki

جزء من التغيير
قبل 25 عاما، كان هناك عدد قليل من النساء العاملات في الصناعة البحرية، وطوال حياتها المهنية، كانت Elpi Petraki تؤمن دائما بفوائد التنوع والشمول والمساواة، من منظور تجاري وشخصي: "لقد كنت عضوا في WISTA لأكثر من 20 عاما، وقبل أن أصبح رئيسة لـ WISTA International، كنت رئيسة لـ WISTA Hellas. من خلال عضويتي في  WISTA والعمل مع نساء أخريات، أصبح واضحا ما هو ممكن وما يجب تغييره، وأردت أن أكون جزءا من هذا التغيير. هذا بالإضافة إلى الدعم من عائلتي وشركتي، مما سمح لي بالاستفادة إلى أقصى حد من الفرص التي أتيحت لي طوال مسيرتي المهنية."

أهداف واضحة: التفاني والعمل الجاد
تتحدث Elena Skorokhod عن قصتها أيضا، والتي تعتبرها تجربة ناجحة جدا: "قبل بضع سنوات، دخلت الصناعة من مجال مختلف تماما، دون أي معرفة مسبقة بالعالم البحري. اليوم، أتيحت لي فرصة رائعة لمشاركة خبرتي ورأيي المتواضع في مجلة بحرية مرموقة. أفتخر أنني مديرة تسويق في إحدى شركات الأوفشور الرائدة في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وأن هذا الأمر يسلط الضوء على Marcap باعتبارها واحدة من الشركات التي تدعم المرأة في الصناعة. لقد انضممت في البداية كمساعدة للرئيس التنفيذي، لكن طموحي للنمو بشكل أكبر كان الدافع الدائم خلال مسيرتي."

تعتقد Skorokhod أن أي قصة نجاح ليست نتيجة للحظ، بل هي مزيج من الأهداف الواضحة والتفاني والعمل الجاد: "لقد احتضنت وتغلبت على جميع التحديات للوصول إلى ما أنا عليه اليوم: البحث عن المزيد من المسؤوليات، سد أي نقص في المعرفة والخبرة، التفكير دائما في المستقبل، العمل بحماس، وتحقيق النتائج باستمرار في الوقت المحدد. في بعض الأحيان، كنت أتعامل مع العمل كما لو كان ملكا لي. هذا هو جوهر طبيعة المرأة: العمل بشغف."

مجلة ربان السفينة، العدد 87، سبتمبر/ أكتوبر 2023، موضوع العدد ، ص. 12

 

اقرأ أيضاً

 العدد 87 من مجلة ربان السفينة

(Sept./ Oct. 2023)

 

أخبار ذات صلة