قال الربّان هيثم شعبان، الرئيس التنفيذي لمجلة ربان السفينة، وخبير النقل البحري، في مداخلة له على قناة الأسواق العربية (Al Arabiya Business) حول قرار الصين فرض رسوم موانئ جديدة على السفن الأميركية، أن قطاع النقل البحري قطاع معقد رغم أهميته الكبيرة، حيث يتم نقل حوالي 90٪ من البضائع بحرا، وما تحمله سفينة واحدة يحتاج إلى خمسة آلاف طائرة لنقله.
الحرب الاقتصادية
وأشار شعبان إلى أن خطوة الصين والولايات المتحدة في هذا الموضوع تمثل نوعا من الصراع الاقتصادي والسياسي الذي يدفع ثمنه قطاع النقل البحري من خلال بعض ملاك السفن الذين تذهب سفنهم إلى الصين أو إلى الولايات المتحدة. وأضاف أن أحواض بناء السفن الصينية تمتلك نسبة كبيرة جدا من قطاع بناء السفن العالمي. وإذا قارنا بين الأسطول الصيني والأميركي، فإن السفن التي ترفع العلم الأميركي عددها محدود جدا، في حين أن الأسطول الصيني أكبر بكثير، ولدى الصين واحدة من أكبر شركات نقل الحاويات في العالم، وهي شركة Cosco التي نشغل حوالي 600 ناقلة حاويات.
تعقّب الملكية
وفي رده على سؤال حول الملكية المالية Financial Ownership وقرار الصين بأن أي سفينة مملوكة بنسبة 25% أو أكثر لشركة أو أشخاص أميركيين ستكون خاضعة للعقوبات بشكل مباشر، قال شعبان إن الصين لديها قاعدة بيانات ضخمة تمكنها من تتبع هوية المالك الحقيقي للسفينة، سواء كان مالكها مصرفا أو مجموعة مستثمرين أو شركة عائلية. وأضاف: "في مثل هذا القطاع المتداخل، فقد تكون السفينة لبنانية، تديرها فنيا شركة من إنجلترا، وتشغلها شركة أميركية، بينما يكون صاحب البضائع من تركيا وشركة التأمين من اليونان، ولذلك فإن الصين تحتاج إلى قاعدة بيانات ضخمة لتعقب حركة السفن القادمة إلى موانئها وتحديد نسبة الملكية الأميركية، سواء كانت 25% أو أكثر أو أقل، لكي تتمكن بالتالي من تطبيق قرارها الذي يقضي بفرض رسوم تصل إلى 400 يوان لكل طن صافي من الحمولة، أي ما يعادل نحو 56 دولارا".