شكلت الاستراتيجية البحرية الطموحة للمغرب، التي يجري تنفيذها تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرامية إلى تموقع المملكة كقطب عالمي في مجالي الملاحة واللوجستيك، محور اهتمام “قمة إفريقيا” (Africa Summit) التي نظمتها، يوم الأربعاء 22 أكتوبر الجاري، في لندن، الصحيفة البريطانية المرموقة لدى الأوساط الاقتصادية “فاينانشل تايمز”.
وفي كلمة خلال هذه القمة رفيعة المستوى، استعرضت مديرة تهيئة ميناء الداخلة الأطلسي، نسرين إيوزي، أمام نخبة من الفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين القادمين من مختلف المشارب، معالم الاستراتيجية المينائية للمملكة.
وأبرزت السيدة إيوزي أن هذه السياسة تستند إلى رؤية واضحة واستشرافية، هدفها ترسيخ موقع المغرب كقطب بحري ولوجستي بين إفريقيا وأوروبا والأمريكيتين.
وقالت إنه “خلال العقدين الماضيين، بلور المغرب استراتيجية مينائية وطنية متكاملة، ترتكز على تطوير البنيات التحتية، وتحديث الحكامة، والتحول الرقمي”، مضيفة أن هذه المقاربة مكنت المملكة من تعزيز تنافسيتها العالمية، وجذب الاستثمارات، وتكريس الاندماج الإقليمي، مع الحرص على أن يسهم التطور المينائي في تحقيق نمو مستدام وتوازن ترابي.
وأشارت في هذا السياق إلى ميناء طنجة المتوسط، الذي أضحى نموذجا يحتذى به كقطب تميز في مجال النقل والربط البحريين.
كما شددت المسؤولة على أهمية المبادرة الملكية الأطلسية، باعتبارها حجر الزاوية في الاقتصاد الأزرق المغربي وأحد أبرز تجليات التعاون جنوب-جنوب.وأوضحت مديرة تهيئة ميناء الداخلة الأطلسي أن هذه المبادرة، التي أطلقها جلالة الملك، تجسد رؤية المغرب من أجل فضاء أطلسي مشترك ومزدهر، مبرزة أنها تروم تعزيز التعاون البحري بين الدول الإفريقية الأطلسية، ودعم الربط الطاقي، وإقامة شراكات في مجالات الاقتصاد الأزرق.
|
اقرأ أيضاً: معهد تدريب الموانئ بالأكاديمية العربية يعزز ريادته الإقليمية في تطوير كوادر النقل البحري |
وأضافت أن هذه المبادرة تكرس كذلك التعاون جنوب-جنوب من خلال تشجيع التكامل بين الموانئ، والاستثمار المشترك في الممرات اللوجستية، والاستغلال المستدام للموارد البحرية، مشيرة إلى أن المبادرة الملكية تمثل نموذجا جديدا للتضامن الأطلسي، حيث تتحول الموانئ إلى منصات للتبادل والابتكار والنمو الشامل.وعند تطرقها إلى ميناء الداخلة الأطلسي، أكدت المسؤولة أن هذا المشروع يشكل نموذجا رائدا ومحفزا لنماذج تنموية جديدة، مبرزة أن الميناء يجسد على نحو مثالي إرادة المغرب في إدماج البنيات التحتية المينائية ضمن نماذجه الجديدة للتنمية الترابية والاقتصادية.
وأضافت السيدة إيوزي أن هذا الميناء، المصمم كصلة وصل بين المحيط الأطلسي ومنطقة الساحل، سيسهم في دعم الأقطاب الصناعية ومشاريع الطاقات المتجددة والتجارة الإقليمية، مع خلق فرص لفائدة الشباب والسكان المحليين، مشددة على أن هذا الصرح المينائي، إلى جانب دوره الاقتصادي، يجسد رؤية تحويلية للتنمية، حيث تُسخر البنيات التحتية لخدمة الدبلوماسية والاستدامة والطموح القاري.
وتعد قمة إفريقيا، التي ينظمها “فاينانشل تايمز”، منصة فريدة تجمع أبرز القادة الأفارقة في مجالات الأعمال والمال والسياسة مع المستثمرين والشركاء التجاريين العالميين، من أجل بحث سبل عقد الشراكات، وتحفيز النمو، ورسم ملامح الفصل المقبل من التاريخ الاقتصادي للقارة الإفريقية.
وشارك في هذا اللقاء عدد من الشخصيات البارزة لمناقشة فرص الأعمال في إفريقيا في مجالات متعددة ذات قيمة مضافة عالية، من خلال جلسات تناولت مواضيع متنوعة، مثل مستقبل التمويل في إفريقيا، والتجارة البينية الإفريقية، وتعزيز الاستقرار في القارة، ومستقبل التكنولوجيا المالية، وتأثير التغير المناخي على القطاع الفلاحي.





