يشهد مشروع الغاز المسال الأرجنتيني تطورات جديدة تُشير إلى محاولات التغلّب على الوتيرة البطيئة التي اتسم بها في أعقاب انسحاب شركة شل العالمية.
ويبدو أن المشروع يقترب من تحديد موعد الاستثمار النهائي، مدعومًا بانضمام شركة إكس آر جي (XRG) -ذراع الاستثمار الدولية لمجموعة أدنوك الإماراتية- إلى شركاء التطوير.
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة واي بي إف (YPF) التابعة للحكومة الأرجنتينية، هوراسيو مارين، عن الإطار الزمني المتوقع لتطوير المشروع، وأحجام الإنتاج المقدرة، في تصريحات له تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتطمح الشركة الحكومية إلى تأمين التمويل اللازم لتطوير المرحلة الأولى، مطلع العام المقبل 2026.
تطورات مشروع الغاز المسال الأرجنتيني
قد يتخذ شركاء مشروع الغاز المسال الأرجنتيني (المعروف باسم Argentina LNG) قرار الاستثمار النهائي بحلول منتصف العام المقبل، قبل نهاية يونيو/حزيران.
ويُعد هذا المشروع التطوير الحكومي الوحيد -حاليًا- بقطاع الغاز المسال في البلاد، وقد يُسهم بدء إنتاجه في تقليص الواردات وتلبية الطلب المحلي.
وتستهدف شركة "واي بي إف" إنتاج 18 مليون طن سنويًا من مراحل المشروع بالكامل، ويشمل ذلك على مرحلتَيْن:
المرحلة الأولى:
تستهدف إنتاج 12 مليون طن سنويًا من الغاز المسال، ويتعاون فيها كل من: (واي بي إف، وإكس آر جي الإماراتية، وإيني الإيطالية)، بحصة تقترب من الثلث لكل منها.
المرحلة الأخرى:
كان مخططًا لهذه المرحلة إنتاج 12 مليون طن سنويًا أيضًا، غير أنه بعد انسحاب شركة شل قُلص الإنتاج المتوقع إلى النصف (ما يعادل 6 ملايين طن سنويًا).
وتبحث الشركة الأرجنتينية عن شريك جديد ينضم إليها في تطوير هذه المرحلة، عوضًا عن "شل"، وفق ما نقلته رويترز عن الرئيس التنفيذي لـ"واي بي إف" هوراسيو مارين.
انضمام الشركة الإماراتية
سرّع انضمام شركة "إكس آر جي" الإماراتية وتيرة اتخاذ قرار الاستثمار النهائي لمرحلة الـ12 مليون طن متري سنويًا، ورصدت الشركات المطورة استثمارات بقيمة 20 مليار دولار لهذه المرحلة.
وحدّد الرئيس التنفيذي لـ"واي بي إف" أولويات تطوير مشروع الغاز المسال الأرجنتيني، مبينًا أن المرحلة الأولى بمشاركة "إيني" والشركة الإماراتية.
وقال إنه من المتوقع بدء التصدير من المرحلة الأولى للمشروع، عقب اتخاذ قرار الاستثمار النهائي بنحو ما يقرب من 4 سنوات، مشيرًا إلى أنه حال بدء التطوير في منتصف العام المقبل قد تصبح شحنات التصدير جاهزة بحلول 2030 أو 2031.
وكانت "إيني" و"واي بي إف" قد وقعتا اتفاقًا غير ملزم مع "إكس آر جي" التابعة لأدنوك، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لانضمام الشركة الإماراتية إلى مرحلة التطوير الأولى من مشروع الغاز المسال الأرجنتيني.
وجاء ذلك عقب شهر واحد من توقيع الشركتَيْن الإيطالية والأرجنتينية اتفاق المشروع، وفق ما أورده بيان "إيني" المنشور خلال الشهر الماضي على موقعها الرسمي حول الاتفاق.
ويؤسّس الاتفاق الأولي لإبرام عقد تطوير مشترك، خاصة أن هناك آفاقًا متفائلة من التعاون المسبق الذي جمع "إيني" و"أدنوك" في مشروعات إماراتية وغيرها.
معلومات المشروع
من المقرر أن يشمل مشروع الغاز المسال في الأرجنتين عناصر تطوير متكاملة، بدءًا من إنتاج المنبع والإسالة والتصدير.
ويشمل ذلك:
- إنتاج الغاز الطبيعي من حقل فاكا مويرتا البري.
- توظيف وحدتَي إسالة عائمتَين (بسعة 6 ملايين طن سنويًا لكل منهما) لمعالجة الغاز والسوائل.
- عمليات نقل الإمدادات وإسالتها وتصديرها.
ويُعد المشروع فكرة متكاملة، تنقل الإمكانات الهائلة لحقل "فاكا مويرتا" إلى السوق العالمية، إذ يطمح مطوروه إلى تصدير كامل مراحله المقدرة بنحو 30 مليون طن غاز مسال سنويًا، بحلول 2030.
ويأمل هوارسيو مارين رفع الطاقة الإنتاجية للمرحلة الأولى التي تقودها الشركة الأرجنتينية، لتصل إلى 18 مليون طن سنويًا، مشيرًا إلى بدء إجراءات طلب تمويل بنك "جي بي مورغان" لما يتراوح بين 70 و80% من تكلفة المشروع، من مطلع العام المقبل.
وكشف "مارين" عن أن انسحاب "شل" من تطوير المرحلة الثانية يرجع إلى تغييرات طرأت على نطاق المشروع، لافتًا إلى مساعٍ لإيجاد بديل عنها.
وأُسّست تقديرات ودراسات جدوى مشروع الغاز المسال الأرجنتيني استنادًا إلى أسعار الصادرات إلى آسيا.
وبحسب "مارين" فإن صادرات بلاده من الغاز المسال قادرة على منافسة الشحنات الأميركية في آسيا، لكنها تكتسب زخمًا أقل في أوروبا.
