منذ تأسيسها عام 1955، نجحت شركة نصيب للملاحة في ترسيخ مكانتها كإحدى أبرز الشركات البحرية في الكويت، بفضل التزامها الدائم بمعايير الجودة والتميز، واستثمارها المستمر في تطوير كوادرها البشرية وتبني أحدث التقنيات العالمية. ومع أكثر من سبعين عاما من الخبرة، استطاعت الشركة أن تتجاوز مختلف الأزمات والتحديات، لتحافظ على ثقة عملائها وشركائها محليا وإقليميا. يحدثنا مناف أحمد نصيب، نائب الرئيس التنفيذي لنصيب للملاحة في مقابلة خاصة مع ربان السفينة، عن انطلاق الشركة نحو خطط توسع جديدة داخل الكويت وخارجها، انسجاما مع رؤية الكويت 2035، ودورها المحوري في قيادة وتطوير القطاع البحري، بالإضافة إلى ترسيخ حضورها كركيزة أساسية للنمو والابتكار في المنطقة.
كيف تضمن شركة نصيب للملاحة بناء علاقات طويلة الأمد مع عملائها وشركائها مع الحفاظ على أعلى معايير الخدمة في سوق إقليمي تنافسي؟
سعت شركة نصيب للملاحة منذ تأسيسها عام 1955 في ترسيخ كامل جهودها في إرساء أعلى معايير الجودة والإتقان مقابل الخدمات التي تقدمها لعملائها في مختلف القطاعات حتى اصبحت هذه السمة تلازم إدارة الشركة وموظفيها في مختلف مجالات وأنشطة عملها. وحصلت الشركة على شهادة إدارة الجودة العالمية 9001 ISO منذ عام 2007. إن الإصرار في مجابهة التحديات مع الاستمرار في الالتزام بتلك المعايير التي أشرنا اليها سابقا جعلت للشركة مكانا موثوقا لعملائها داخل الكويت ودول المنطقة.. تلك الأسس التي تنطلق منها الشركة هي التي حددت مكانا مكتسبا ومتقدما يضمن تواجدها في سوق اقليمي تنافسي مع المحافظة على استدامة علاقاتها مع عملائها المميزين من خلال كسب ولائهم وثقتهم فيها.
ما هي الاستراتيجيات التي تتبناها شركة نصيب للملاحة للحفاظ على مرونتها في مواجهة الاضطرابات العالمية؟
بفضل الخبرات الطويلة التي اكتسبتها الإدارات التي تعاقبت خلال مسيرة الشركة الممتدة لأكثر من 70 سنة، وفريق عمل مميز يدعم رؤية الإدارة في اتخاذ نظرة شمولية واسعة لتحديد استراتيجية الشركة في اتخاذ قرارات مهمة ومصيرية، استطاعت الشركة في عقود مضت من تفادي العديد من الأزمات والاضطرابات مما أدى الى استمرارية الشركة ونجاحها حتى يومنا الحالي.. ومن أهم الأمور التي وضعناها بعين الاعتبار خلال إعداد الاستراتيجيات هي الإدارة المالية المرنة كبناء احتياطي نقدي لمواجهة الظروف المفاجئة، وتنويع مواردها المالية مع ضبط النفقات دون المساس بالكفاءة التشغيلية.
وقد أولت الشركة اهتماما خاصا بتنمية رأس المال البشري بتدريب الموظفين على الاستجابة والتكيف السريع مع المتغيرات (Management of Change) وتبني سياسات مرنة للعمل عن بعد وتعزيز ثقافة الابتكار (Creativity Management Empowerment).
بالإضافة إلى ما سبق، تقوم الشركة بتطبيق نظام إدارة للمخاطر (Risk Management) عن طريق التنبؤ بجميع المخاطر والسيناريوهات المحتملة وتجهيز خطط عملية مدروسة للتعامل معها في حال حدوثها.
إلى جانب الكويت، هل لدى شركة نصيب للملاحة خطط للتوسع في العمليات أو الخدمات إلى أسواق خليجية أو دولية أخرى؟
بناء على الاستراتيجيات التي وضعتها الشركة في السنوات السابقة، اتخذت الشركة خطوات فعلية باتجاه هذا الطريق يمكننا ان نلخصها باتجاهين رئيسيين:
- التوسع المحلي من خلال العمل والاستثمار في قطاعات بحرية مختلفة وهذا ما نجحت به الشركة في تحقيقه وتسعى الى الاستمرار والتطور في اكتشاف مجالات أكثر تنوعا واستدامة.
- التوسع الاقليمي من خلال شراكات تمت مع عدة شركات عربية وعالمية لدعم رؤية الإدارة بالتوسع اقليميا بدءا بدول الخليج العربي وانتهاء بالتوسع دوليا.
مع توجه القطاع البحري بشكل متزايد نحو التكنولوجيا، هل تقوم شركة نصيب للملاحة بإدماج التدريب بالمحاكاة، أو المنصات الرقمية، أو الشهادات الدولية لتطوير مهارات كوادرها؟
تعمل الشركة جديا على خلق بيئة عمل متطورة من خلال الاستثمار بالكفاءات البشرية المتخصصة بحيث أنها لا تقل أهمية عن الاستثمار في المعدات. ولذلك تتبنى الشركة عدة ممارسات تهدف بها الى مواكبة تلك المتغيرات العالمية المتسارعة لضمان استمرارية الشركة بأعلى كفاءة، فعلى سبيل المثال:
التدريب بالمحاكاة:
التخطيط لإنشاء مركز محاكاة متقدم يحاكي ظروف الملاحة الحقيقية (طقس، أعطال، موانئ مزدحمة) وتدريب الطواقم على سيناريوهات نادرة أو خطرة يصعب تطبيقها في الواقع.
المنصات الرقمية والتعلم الإلكتروني:
- تنفيذ خطة تدريب سنوية تغطي برامج مختلفة تشمل جميع موظفي الشركة على اختلاف تخصصاتهم ومجالاتهم.
- مشاركة الخبرات والممارسات العالمية عبر منصات تعاون رقمية (Digital Collaboration Hubs).
الشهادات الدولية والاعتماد:
- حصلت الشركة منذ أكثر من عشر سنوات على شهادات ISO العالمية كشهادة إدارة نظام الجودة ISO 9001:2015 وشهادة إدارة نظام البيئة ISO 9001:2015 وشهادة إدارة الصحة والسلامة المهنية ISO 45001:2018.
- الالتزام بمعايير المنظمة البحرية الدولية (IMO) مثل اتفاقية STCW الخاصة بتدريب واعتماد البحارة.
- تشجيع الموظفين على الحصول على شهادات متقدمة في السلامة، الكفاءة الفنية، وإدارة المخاطر البحرية وربط التدريب بالتطور الوظيفي لطاقم العمل.
- بناء ثقافة تعلم مستمر:
- كتحويل التدريب إلى عملية مستمرة وليس مجرد متطلب للحصول على شهادة.
- السعي من خلال تشجيع التعاون بين الأجيال (الخبرات التقليدية × المهارات الرقمية الحديثة)
أين ترى شركة نصيب للملاحة نفسها خلال السنوات الخمس القادمة من حيث النمو، والريادة، والمساهمة في المجالات البحرية المحلية والإقليمية؟
إذا أخذنا بعين الاعتبار استراتيجية الشركة وتماشيها مع رؤية دولة الكويت 2035، فإن السنوات القليلة القادمة ستشهد تطورات كبيرة في القطاع البحري تسعى خلالها الشركة في أن تكون أحد الركائز المحلية الأساسية في تحقيق هذه الرؤية. فهنالك مشاريع متعددة كتطوير الجزر والواجهات البحرية وإنشاء مصافي بحرية جديدة ولقد بدأ العمل فعلا في مشروع إنشاء ميناء مبارك الكبير أحد أكبر موانئ الشرق الأوسط، وكانت شركة نصيب للملاحة أولى الشركات الكويتية المشاركة في الأعمال لهذا الميناء.
علاوة على ذلك، تسعى الشركة للمشاركة في المشاريع الكبرى القائمة حاليا ومستقبليا في دول الخليج العربي عبر تواجدها الفعلي في هذه الدول وشراكاتها مع المنظمات الكبرى في المنطقة.من خلال ذلك، تستطيع شركتنا تعزيز نموها وريادتها وتوظيف كامل إمكانياتها وخبراتها في أن تكون علامة فارقة في مسيرة القطاع البحري محليا وإقليميا.
لقراءة المحتوى كاملا إضغط على الرابط التالي : مجلة ربان السفينة، العدد 99،سبتمبر/ أكتوبر 2025، لقاء بحري، ص. 8 |