أمضت ثريا كرم، المديرة العامة للخط الملاحي Arkas Levant، ما يقارب خمسين عاما في رسم ملامح المشهد البحري في منطقة الشرق الأوسط. فمنذ بداياتها المهنية في شركة الجزائري للنقل عام 1975، وصولا إلى قيادتها لشركة Arkas Levant خلال مرحلة التوسع الإقليمي والتحول الرقمي، شكّلت مسيرتها نموذجا يحتذى به في المثابرة والابتكار والقيادة. في هذا الحوار مع ربان السفينة، تسلّط كرم الضوء على رحلتها المهنية، والتحديات التي خاضتها كامرأة في قطاع يهيمن عليه الرجال، إضافة إلى رؤيتها لمستقبل القطاع البحري.
بالعودة إلى العام 1975، ما الذي دفعك للانضمام إلى Arkas Levant؟ وكيف كانت انطباعاتك الأولى؟
بدأت مسيرتي المهنية عام 1975 مع شركة الجزائري للنقل، حين كنت لا أزال في مقتبل العمر أخطو أولى خطواتي في الحياة العملية. هناك وجدت بيئة مهنية جادة احتضنتني وفتحت أمامي أبواب قطاع كان بالنسبة لي جديدا بالكامل.
مع مرور الوقت، بدأنا فصلا جديدا من خلال شراكتنا مع Arkas Line، مما أدى إلى تأسيس Arkas Levant ضمن مجموعة الجزائري. لم يكن الأمر مجرد تغيير في الاسم أو الهيكل التنظيمي، بل كان تحولا جذريا فتح آفاقا واسعة للنمو. وفي سبتمبر 2013، تشرفت بتولّي منصب المدير العام لشركة Arkas Levant، وكان هذا الإنجاز بمثابة تتويج لعقود من الجهد والتفاني.
اقرأ أيضاً:الإمارات تجمع قادة القطاع البحري العالمي في 30 سبتمبر بدبي لبحث مستقبل القطاع |
ما هي العوامل التي حافظت على شغفك وولائك للشركة لمدة 50 عاما؟
الإحساس العميق بالانتماء هو ما حافظ على ولائي للشركة. لم تكن شركة الجزائري بالنسبة لي مجرد مكان عمل، بل كانت بمثابة بيتي الثاني. وعندما تأسست Arkas Levant ضمن مجموعة الجزائري وبالشراكة مع Arkas Line، شعرت بفخر كبير لكوني جزءا من هذه المسيرة. ومع تعييني في سبتمبر 2013 كمدير عام، ازداد التزامي وتوطدت روابطي مع الشركة أكثر من أي وقت مضى.
ما هي أبرز التحديات التي واجهتك على مدار مسيرتك المهنية، خصوصا كامرأة تعمل في قطاع بحري يهيمن عليه الرجال؟
لم يكن الطريق سهلا، خصوصا كامرأة في مجال يهيمن عليه الرجال تقليديا. في ذلك الوقت، كانت النساء نادرات في صناعة النقل البحري، وغالبا ما كان عليّ إثبات نفسي مرتين: مرة كموظفة جديدة ومرة أخرى كامرأة. ومع ذلك، كنت دائما أؤمن بأن الكفاءة والمعرفة والالتزام هي الأمور المهمة فعليا، وقد ساعدني هذا الاعتقاد على تجاوز العديد من العقبات.
ما الدور الذي تلعبه الثقافة الداخلية وتطوير الكفاءات في دعم مسيرة Arkas Levant على المدى الطويل؟
على مر السنين، كانت ثقافة الاستثمار في البشر حجر الأساس لنجاحنا. من أيام شركة الجزائري وحتى نشأة Arkas Levant، شكّل تطوير الموظفين ونقل الخبرات من جيل إلى آخر العمود الفقري لاستدامة الشركة ونموها.
الحديث عن Arkas Levant، هل يمكنك إعطاء لمحة عن عمليات الشركة ودورها ضمن الشبكة الأوسع لـArkas؟
تشكل Arkas Levant جزءا من مجموعة الجزائري، وهي مملوكة بالشراكة بين الجزائري وArkas. نمثل Arkas Line ونربط الأسواق المحلية بشبكات التجارة العالمية، وتكمن قوتنا في الدمج بين الخبرة المحلية لشركة الجزائري والانتشار الدولي لشبكة Arkas.
ما الذي يمكنك إخبارنا به عن خطط Arkas المستقبلية في المنطقة؟ هل هناك أي توسع أو خدمات أو مبادرات مرتقبة؟
تلعب Arkas Levant اليوم دورا محوريا ضمن شبكة Arkas العالمية، حيث نربط أسواق منطقة المشرق العربي بالتجارة الدولية. ونمزج بين الخبرة المحلية الراسخة التي ورثناها من مجموعة الجزائري والدعم العالمي الذي تقدمه Arkas Line. نتطلع إلى مواصلة التوسع إقليميا، وتعزيز حلولنا الرقمية، ودعم مبادراتنا في الاستدامة والمسؤولية المجتمعية.
برأيك، ما الذي لا يزال مطلوبا لتمكين المرأة بشكل أكبر في القطاع البحري؟
لا يزال أمامنا الكثير من العمل. فإلى جانب توفير الفرص، لا بد من بناء بيئة داعمة تمكّن النساء من النجاح في المناصب القيادية. ويعد تغيير العقليات، إلى جانب تقديم برامج تدريبية وتوجيهية متخصصة، خطوات أساسية لتحقيق هذا الهدف.
ما هو الإنجاز الأبرز في مسيرتك المهنية الممتدة على مدى خمسة عقود؟
أرى أن أبرز إنجازاتي يتمثل في المساهمة في مسيرة مجموعة الجزائري ومتابعة تحولها إلى لاعب محوري في المنطقة. وعلى الصعيد الشخصي، كان ترشيحي لمنصب المدير العام في شركة Arkas Levant تتويجا لمسيرة حافلة بالعمل الجاد والالتزام.
لقراءة المحتوى كاملا إضغط على الرابط التالي : مجلة ربان السفينة، العدد 99،سبتمبر/أكتوبر 2025، لقاء بحري، ص. 10-11 |