في مقابلة حصرية مع ربان السفينة، يناقش Sauvir Sarkar، نائب الرئيس للشؤون التجارية في الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن (ASRY)، أبرز التطورات الديناميكية والقدرات المتنامية لحوض بناء السفن، بدءا من تقديم حلول متقدمة للحد من انبعاثات الكربون وإجراء عمليات إصلاح السفن أثناء الرحلات، وصولا إلى الدخول إلى قطاع الغاز الطبيعي المسال (LNG) ومشاريع البناء الجديدة، حيث تعزز ASRY دورها كقائد إقليمي ودولي في إصلاح وتحويل السفن. كما يسلط Sarkar الضوء على كيفية تبني ASRY للتحول الرقمي، مما يعزز كفاءة العمليات ويضمن مرونتها في مواجهة التحديات المتزايدة في السوق، بالإضافة إلى استعراض خطط التوسع المستقبلية والالتزام المستمر بالامتثال للمعايير البيئية.
أولا، ما هي أحدث التطورات والخدمات التي تقدمها ASRY؟
بالإضافة إلى خدماتها الاعتيادية في إصلاح وتحويل السفن، وإصلاح وتحويل الحفارات، وإصلاح الوحدات البحرية العسكرية، تقدم ASRY أيضا ما يلي:
أ- حلول إزالة الكربون للعملاء، بما في ذلك تركيب الأنظمة الهجينة، وتثبيت أنظمة التركيبات ذات الخفض الجذري للطاقة، وتركيب الجزء الأمامي المنتفخ للسفينة، وحلول الدفع، وغيرها.
ب- تثبيت الأنظمة المتكاملة لترقية قدرات السفن الحربية.
ج- تقديم خدمات إصلاح السفن الحربية والتجارية أثناء الرحلات.
د- بناء السفن (حيث نقوم حاليا ببناء سفينتين للتزويد بالوقود).
هـ- الخدمات البحرية، بناء على اعتبار ASRY بمثابة ميناء.
و- الخدمات البحرية، عبر تأجير خدماتنا البحرية في البحرين.
كما إننا نتجه نحو قطاعات أخرى في إصلاح السفن، مثل الغاز الطبيعي المسال (LNG) الذي حصلنا على موافقة من شركة Gaztransport & GTT) Technigaz) الفرنسية بشأنه.
Sauvir Sarkar
كيف ترى قطاع إصلاح وبناء السفن في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما فيما يتعلق بمجال خبرةASRY ؟
تواصل أعمال إصلاح السفن في ASRY نشاطها القوي، مع توقعات بتحسن إضافي في حال عودة حركة الملاحة عبر البحر الأحمر إلى طبيعتها. وتظل خبرة ASRY في تقديم حلول خفض الانبعاثات وتنفيذ مشاريع التعديلات الفنية (Retrofit) عاملا رئيسيا يجعل منها خيارا مفضلا لدى ملّاك السفن. إضافة إلى ذلك، فإن موقع الحوض الاستراتيجي بالقرب من المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت يمنحه ميزة تنافسية، ويعزز من قدرته على استقطاب العملاء الذين يقدمون خدماتهم لكبرى شركات النفط في المنطقة. تركّز ASRY حاليا على بناء السفن الصغيرة، في ظل وجود خطط للتحديث والتوسع، بهدف تلبية الطلب المتزايد على هذا النوع من السفن.
ما هي التحديات التي تواجه قطاع بناء السفن وإصلاحها، وما هي أفضل الاستراتيجيات للتعامل مع هذه التحديات من الناحيتين البيئية وأيضا لجهة الامتثال للوائح المنظمة البحرية الدولية (IMO)؟
بعد جائحة كوفيد19-، شهدت الصين نموا ملحوظا في الخدمات المقدمة وفرص التأجير المحتملة، مما دفع بعض عملاء إصلاح السفن إلى الانتقال إلى الصين. التحدي الآخر هو انخفاض حركة المرور في البحر الأحمر. لمواجهة هذه التحديات، تواصل ASRY العمل على تحسين كفاءة عمليات الإصلاح، بما يتيح للمالكين إتمام إصلاحاتهم في وقت أقصر. يشمل ذلك تطبيق تقنيات مثل تنظيف السطح الخارجي للسفينة عبر السفع (أو الكشط) الرملي باستخدام الروبوت، بالإضافة إلى مناولة المواد بشكل أكثر فعالية، وذلك بهدف تعزيز الامتثال البيئي وتقليل مدة الإصلاح.
نحن نركز أيضا على السفن المرتبطة مباشرة بشركات النفط الكبرى، مثل الحفارات، سفن الإمداد البحري، بارجات تمديد الأنابيب، وسفن الإنشاءات. كما تُعد الخدمات الشاملة في مجال إزالة الكربون أحد العوامل الرئيسية التي تجعل العملاء يختارون ASRY، وذلك بفضل قدرتها على تقديم حلول متكاملة ومتوافقة مع لوائح المنظمة البحرية الدولية والمعايير العالمية.
تشارك ASRY في الكثير من المعارض، مما يعكس التزام الشركة بتطوير قدراتها وعلاقاتها العالمية. بالنظر إلى خبرتكم، كيف تصفون دور ASRY على الصعيدين الإقليمي والدولي؟
تواصل ASRY تقديم خدماتها للسوق العالمية في مجال إصلاح وتحويل السفن. في هذا السياق، يُعد كل عميل جديد ذا قيمة كبيرة بالنسبة لنا، كما إننا نحرص على تحسين الخدمات المقدمة لعملائنا الحاليين بشكل مستمر. وقد أتاح لنا هذا النهج التوسع والمشاركة الفاعلة في السوق العالمية، مما أعطانا الفرصة للتفاعل مع عملاء من مختلف أنحاء العالم.
لقد لاحظنا بالفعل أن عددا كبيرا من العملاء الجدد يتواصلون مع ASRY للحصول على خدمات الإصلاح لسفنهم، ومن ثمّ يكتشفون قدراتنا العالية ويصبحون عملاء متكررين. على الصعيد الإقليمي، يواصل العملاء جلب أصولهم إلى ASRY، ويعود ذلك بشكل أو بآخر إلى أن ASRY تعد حوض بناء سفن معتمدا لدى جميع دول منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (OAPEC).
كيف يحافظ حوض بناء السفن لديكم على تنافسيته في صناعة يبحث فيها الملّاك عن حلول إصلاح فعّالة من حيث التكلفة والكفاءة بشكل متزايد؟
إن تحسين الكفاءة يُعد السبيل الوحيد للحفاظ على الفعالية من حيث التكلفة والجودة. كما ذُكر سابقا، إذا تمكّن المالك من استلام سفينته في وقت أقصر لعودتها إلى النشاط التجاري، فإن ذلك يعود عليه بالفائدة الكبيرة. وفي هذا السياق، لا تقتصر ASRY على إتمام الإصلاحات بشكل أكثر كفاءة، بل تشمل أيضا تمكين ودعم ملّاك السفن لإجراء خدمات التحضير خلال مدّة الإصلاح. على سبيل المثال، نحن نقدم خدمات التطهير باستخدام غاز النيتروجين N2 من خلال مزودي الخدمة المعتمدين لدينا. كما تتعامل ASRY مع الكميات المحدودة من السوائل الملوثة، مما يساعد عملاءنا على الامتثال للمعايير البيئية والتشغيلية.
ما هي التقنيات الجديدة أو الحلول الرقمية التي قمتم بدمجها في عمليات الإصلاح لتحسين الكفاءة، وتقليل وقت التوقف عن العمل، وتعزيز الاستدامة؟
تواصل ASRY تقديم الحلول الرقمية المبتكرة. أولا، تعمل الشركة الآن من خلال نظام شامل لتخطيط موارد المؤسسة (ERP)، والذي يعزز من متابعة تقدم الأعمال، ويُسهم في تقليل التكاليف وتحسين معايير الإنتاجية المالية بكفاءة عالية. بالإضافة إلى ذلك، تستثمر ASRY في تحديث أصولها بشكل مستمر بهدف تقليل مدّة التوقف، وتقديم حلول أكثر استدامة وفعالية.
تشمل التحسينات التي تجريها ASRY تركيب مجموعات المكثفات، واستخدام الإضاءة من نوعLED، وتطبيق حلول الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى تحديث أنظمة التحكم على الرافعات، وتطوير الأرصفة ومناطق الرسو. كما يشمل ذلك زيادة استخدام التلحيم النصف-أوتوماتيكي، واستخدام آلات جديدة وفعّالة ذات أحمال حثية عالية.
بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام التحول الرقمي القائم على الهندسة بشكل مستمر، مثل المسح الثلاثي الأبعاد، وتنسيق القَطْع لتقليل الفاقد (Nesting)، والنمذجة ثلاثية الأبعاد، وغيرها من الحلول التكنولوجية المتقدمة التي تساهم في تحسين الكفاءة والجودة.
كيف تقيمون أداء ASRY عام 2024؟ وهل هناك خطط للتوسع في عام 2025؟
حقق أداء ASRY في عام 2024 نتائج إيجابية في مجال إصلاح السفن. على الرغم من البداية البطيئة، إلا أن الشركة استعادت قوتها بسرعة كبيرة، مما أسفر عن تنفيذ العديد من المشاريع المعقدة والكبيرة في وقت قياسي. وقد واجهنا تحديات في خدمة العملاء أثناء عمليات الإرساء المتعددة في الحوض، وهو ما كان ضروريا بسبب الأعمال الإضافية التي ظهرت خلال عملية الإصلاح.
لقراءة المحتوى كاملا إضغط على الرابط التالي : مجلة ربان السفينة، العدد 97،مايو/ يونيو 2025، لقاء بحري، ص. 14 |