تفاصيل وصول منصة حفر جديدة إلى رومانيا
وصلت منصة حفر إلى موقع مشروع غاز ضخم في أوروبا، يبلغ إنتاجه نحو 100 مليار متر مكعب، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ومن المتوقع أن تبدأ شركة ترانس أوشن السويسرية للحفر البحري (Transocean) أنشطة الحفر في البحر الأسود العام المقبل (2025)، بعد وصول إحدى منصاتها شبه الغاطسة إلى سواحل رومانيا.
وتُعدّ منصة الحفر "ترانس أوشن بارنتس" مسؤولة عن أنشطة الحفر في مشروع نبتون ديب (Neptun Deep)، التابع لشركة أو إم في بتروم (OMV Petrom).
ومن المخطط أن تبدأ منصة الحفر عقدها لمدّة 540 يومًا، في أبريل/نيسان 2025.
وصول منصة حفر إلى رومانيا
وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، وصلت منصة ترانس أوشن بارنتس شبه الغاطسة إلى مدينة كونستانتا الرومانية، بعد رحلة استغرقت 18 يومًا.
وكانت منصة الحفر قد غادرت قرطاجنة في إسبانيا في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2024، ومرّت تحت جسور مضيق البوسفور، الأمر الذي استلزم إنزال الرافعة.
ووصفت شركة "أو إم في بتروم" مشروعَ نبتون ديب بأنه "الأول من نوعه على مستوى العالم بالنسبة لشركة ترانس أوشن، وهذا النوع من منصات الحفر".
وقبل مغادرتها قرطاجنة، خضعت منصة الحفر شبه الغاطسة ترانس أوشن بارنتس لتعديلات هيكلية وعمليات تطوير كبيرة لتمكين عملية إمالة الرافعة.
واستغرق تحضير منصة الحفر للرحلة إلى البحر الأسود نحو 750 ألف ساعة عمل و8 أشهر، بحسب ما أوضحت "أو إم في بتروم" في بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وكشف الرئيس التنفيذي السابق لهيئة النقل في مالطا، جوناثان بورغ، مؤخرًا، أن وكالة بلوهول البحرية (Bluhull Marine Agency) نفّذت توقُّفًا للمنصة شبه الغاطسة ترانس أوشن بارنتس في طريقها إلى رومانيا، بالتعاون مع ميدسيرف ريجيس (MedservRegis) ومديرية المواني واليخوت التابعة لوزارة النقل في مالطا.
كما أكدت "ميدسيرف ريجيس" العمليات المتعلقة بالتوقف المقرر مؤخرًا لمنصة الحفر في مالطا.
إعداد منصة الحفر لمشروع غاز
علّقت الرئيسة التنفيذية لشركة "أو إم في بتروم" كريستينا فيرشير، قائلة: "يمثّل وصول منصة الحفر خطوة مهمة في رحلتنا لتطوير أول مشروع غاز بالمياه العميقة في رومانيا، بالتعاون مع شريكنا رومغاز".
وتابعت: "يُعدّ نبتون ديب مشروعًا إستراتيجيًا لرومانيا والاتحاد الأوروبي.. سيسهم باستقلال البلاد في مجال الطاقة والنمو الاقتصادي.. ينصبّ تركيزنا على إكمال المشروع بأمان وفعالية، مع تحرّكنا نحو إنتاج أول غاز".
ومنذ وصول منصة الحفر إلى رومانيا، ستخضع وحدة الحفر البحرية المتنقلة (MODU) لأعمال تحضيرية، مثل تجهيز الرافعة وتركيب معدات الحفر لمهمة الحفر المقبلة، التي تتضمن حفر آبار الإنتاج لمشروع نبتون ديب.
وأكد عضو المجلس التنفيذي لشركة "أو إم في بتروم"، المسؤول عن أنشطة الاستكشاف والإنتاج، كريستيان هوباتير، أن منصة الحفر خضعت لعملية تحضير معقّدة.
في الأساس، أُنزِلَت الرافعة التي تزن نحو 220 طنًا على سطح السفينة للسماح بالمرور تحت الجسور في مضيق البوسفور.
وقال هوباتير: "سيُجري الطاقم الآن العملية العكسية وإعداد المعدّات للحفر، حتى نتمكن من بدء العمليات بأمان في عام 2025".
ما هو مشروع نبتون ديب؟
نبتون ديب هو أكبر مشروع غاز في البحر الأسود الروماني، وأول مشروع في المياه العميقة قبالة سواحل رومانيا.
ووفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، يقع حقل نبتون ديب في البحر الأسود على بعد نحو 160 كم من الشاطئ، في مياه تتراوح بين 100 و1000 متر، ويغطي مساحة 7500 كيلومتر مربع.
ويُقال، إن مشروع نبتون ديب، الذي طورته شركتا أو إم في بتروم ورومغاز -حيث تمتلك كل منهما حصة مشاركة بنسبة 50%- يتطلب استثمارات تصل إلى 4 مليارات يورو (نحو 4.22 مليار دولار) لمرحلة التطوير.
ويُقدَّر إجمالي الإنتاج بنحو 100 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، ومن المتوقع أن يُنتج أول كمية من الغاز في عام 2027.
وبعد قرار الاستثمار في يونيو/حزيران 2023، وُقِّعَت اتفاقيات التنفيذ مع العديد من الشركات، بخلاف ترانس أوشن.
وستُوفَّر خدمات الحفر المتكاملة من قبل هاليبرتون (Halliburton)، بينما حصلت سايبم (Saipem) على عقد بقيمة 1.6 مليار يورو (ما يقرب من 1.69 مليار دولار) للمرافق البحرية، إلى جانب صفقات أصغر أخرى، وفق ما نقلته منصة "أوفشور إنرجي" (Offshore Energy).
وتشمل البنية التحتية لتطوير حقول دومينو وبيليكان ساوث التجارية 10 آبار، و3 أنظمة إنتاج تحت سطح البحر وخطوط تدفّق مرتبطة بها، ومنصة بحرية واحدة، وخط أنابيب غاز رئيس إلى توزلا، ومحطة قياس الغاز.
وتتميز المنصة التي تولّد طاقتها بأنها تعمل بأعلى معايير السلامة وحماية البيئة.
انتقادات لمشروع الغاز في رومانيا
أثارت خطط تطوير مشروع الغاز في المياه العميقة نبتون ديب، الذي تبلغ تكلفته عدّة مليارات من اليورو، غضب النشطاء في مجال البيئة.
وعقدت منظمة غرينبيس (السلام الأخضر) تجمّعًا بمقرّ شركة "أو إم في بتروم" في بوخارست ضد المشروع، لحثّ صناعة الطاقة على الابتعاد عن الحفر للحصول على المزيد من الغاز واحتضان الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وأعطى تحليل لمسة جديدة على المعارضة التي تلقّاها مشروع الغاز في المياه العميقة من نشطاء المناخ، بحجّة أن المشروع العملاق كان محاطًا بالخطر، إذ إن أنشطة الحفر المخطط لها والخطوات اللازمة لتشغيل الحقل يجب أن تجري وسط منطقة حرب، محاطة بأعماق مائية مزروعة بألغام بحرية.
ويتوقع المشغّل أن تكون البصمة الكربونية للمشروع أفضل من معيار الصناعة، حيث من المتوقع أن تبلغ البصمة الكربونية نحو 2.2 كغم من ثاني أكسيد الكربون/ برميل من النفط المكافئ عند إنتاج ثابت، وهو أقل من متوسط الصناعة البالغ 16.7 كغم من ثاني أكسيد الكربون/برميل من النفط المكافئ.
المصدر: الطاقة
اقرأ أيضاً | |
|