أضرار بقيمة 7.7 مليون دولار في إحدى العبارات بسبب الوعي الظرفي
كشف تقرير أولي عن تفاصيل حادث الاصطدام الذي وقع لإحدى العبارات التابعة لشركة عبّارات واشنطن، الذي حدث في شهر يوليو من العام 2022 وتسبب في أضرار تُقدر بحوالي 7.7 مليون دولار، بعد أن اصطدمت العبّارة بالرصيف الذي كان من المفترض أن ترسو عليه بالقرب من مدينة Seattle. وخلص التقرير المذكور إلى أن الحادث نجم عن خطأ بشري، لكنه لم يتمكن من تقديم تفاصيل إضافية لأن القبطان الذي كان يقود السفينة رفض التعاون مع التحقيق وقدّم استقالته من الشركة. ومع ذلك، شرعت إدارة النقل في واشنطن في تنفيذ سلسلة من التحسينات في إجراءات السلامة، وتم الشروع في تنفيذ هذه التحسينات قبل صدور تقارير منفصلة لا تزال قيد الانتظار من جانب خفر السواحل الأمريكي ومجلس سلامة النقل الوطني.
وقع الحادث في 28 يوليو من العام 2022 عندما كانت العبّارة Cathlamet تقترب من محطة عبّارات Fauntleroy بالقرب من مدينة Seattle بعد رحلة انطلقت من محطة عبّارات Vashon Island، وقد كان الطقس صافيا مع رياح خفيفة وانحسار في المد عندما اصطدمت العبّارة Cathlamet عند حوالي الساعة الثامنة والربع صباحا بأحد أعمدة الرصيف السفلية أثناء اقترابها من الرصيف. وقد أسفر الحادث عن إصابة طفيفة لأحد الركاب وتلف كبير في إحدى السيارات، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بهيكل العبّارة، كما تم تدمير العمود الذي اصطدمت به مع إلحاق أضرار إضافية بالبنية المحيطة.
تحليل تفاصيل الحادث
وعلى إثر ذلك، شرعت شركة عبّارات واشنطن بإجراء تحقيق داخلي، إلى جانب التحقيقات التي يجريها كل من خفر السواحل الأميركي ومجلس سلامة النقل الوطني. حيث تم إجراء تحقيقات مع طاقم العبارة، كما أفادت التقارير أن قبطانا إضافيا وطاقما آخر كانوا على متن العبّارة، وقد قدموا معلومات إضافية للمحققين.
لكن هذه التحقيقات قد واجهت العديد من التحديات، لا سيما لجهة عدم وجود جهاز لتسجيل بيانات الرحلة على متن العبارة، في الوقت الذي وقع فيه الحادث.
وأفاد التقرير أن العبّارة Cathlamet قد اصطدمت بالعمود الجنوبي في رصيف FAU عندما كانت تبحر بسرعة تقدر بحوالي 15 عقدة. وكان القبطان المناوب قد تولى القيادة المباشرة على المناورة التي تجريها العبارة عند استعدادها للرسو، عندما كانت على بعد حوالي نصف ميل بحري من المحطة، وهو الإجراء المعتاد. حيث وجد التقرير أنه حتى تلك اللحظة، كانت جميع الإعدادات سليمة من حيث الأجهزة ووضعية الدفة.
وبحسب التقرير الصادر عن شركة عبارات واشنطن، لم تخفف العبّارة Cathlamet سرعتها أثناء اقترابها من رصيف FAU وفقا لما تقتضيه أنظمة إدارة السلامة والملاحة الصحيحة.
شهادة القبطان الثاني
وكان القبطان الثاني الذي يفترض أن يتولى القيادة بعد مدّة قصيرة، متواجدا في الكابينة أثناء وقوع الحادث. وقد قال خلال التحقيق: "عندما وقع الاصطدام، عرفت على الفور أنه لم يكن مجرد تصادم عادي." وبحسب ما ذكره التقرير، هرع القبطان الثاني إلى البرج الملاحي حيث وجد القبطان يحاول إرجاع العبّارة بعد أن علقت لوقت قصير، ثم سارع القبطان الثاني إلى تولّي قيادة العبارة وقام بتوجيهها نحو الرصيف.
خلاصة التقرير
ووفقا لتقرير شركة عبارات واشنطن: "يمكن الاستنتاج أن القبطان فقد إدراكه لطبيعة الموقف وهو ما يعرف بالوعي الظرفي Situational Awareness أثناء وقوفه عند دفة القيادة لتوجيه السفينة نحو الرصيف الذي كان من المتوقع أن ترسو عليه."
وبكل الأحوال، لم يتمكن المحققون إلى حد الآن من تحديد السبب الذي أدى إلى وقوع هذا الحادث، لا سيما أن القبطان الذي لم يُذكر اسمه، قد قدم استقالته في اليوم التالي ولم يقدم أي تفسير لما حدث. كما وجد المحققون أن الضابط المناوب كان مشتتا ولاهيا عن مسؤوليته الأساسية في القيام بدور المراقب لأنه كان يقرأ تقريرا، وأن القبطان فشل في تسجيل الإجراءات التي كانت جزءا من عملية الرسو.
الدروس المستفادة
بالإضافة إلى ذلك، وجدت شركة عبارات واشنطن أن خفض التكاليف قد أدى إلى تقليص بعض التدريبات غير الإلزامية، والتي تقرر إعادة العمل بها اعتبارا من صيف العام 2023. ونتيجة للتحقيق الداخلي، يتم حاليا تطوير سياسات وتدريبات إضافية، كما تم إرسال إشعار يتعلق بالسلامة بهدف تعزيز إجراءات الرسو.
ختاما، تم تركيب "الصندوق الأسود" على متن العبارة Cathlamet، كما أصبح تركيب هذه الأجهزة إجراء اعتياديا على متن جميع عبّارات الشركة.
لقراءة المحتوى كاملا إضغط على الرابط التالي : مجلة ربان السفينة، العدد 94، نوفمبر/ ديسمبر 2024، قضيةالعدد، ص. 38 |
اقرأ أيضاً | |
|