الصين تبدأ بناء أول ناقلة نفط ذكية تعمل بالميثانول الأخضر لتعزيز النقل البحري النظيف
انطلقت أعمال البناء في أول ناقلة نفط ذكية تعمل بالميثانول الأخضر في العالم في جهود هي الأحدث لبناء قطاع نقل بحري نظيف، ضمن مساعٍ أوسع لإزالة الانبعاثات الكربونية من قطاع النقل العالمي.
وفي أغسطس/آب (2023) منحت شركة تشاينا ميرشانتس إنرجي شيبينغ (China Merchants Energy Shipping) الضوء الأخضر لحجز الناقلة المذكورة، وهي من النوع العملاق، بسعر يلامس نحو 108 ملايين دولار، على ألا يتجاوز موعد التسليم أبريل/نيسان (2026).
وبعد مضي مدة وجيزة، وتحديدًا في سبتمبر/أيلول (2023) أبرمت الشركة المعروفة اختصارًا بـ"سي إم إي إس" (CMES) مع الأطراف المعنية كافّة المشاركة في المشروع، اتفاقية رسمية لبناء أول ناقلة نفط ذكية تعمل بالميثانول الأخضر في العالم.
ووفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن لدى الميثانول الأخضر القدرة على إزالة 100 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يوميًا قياسًا بالوقود التقليدي، كما يؤدي دورًا في خفض قرابة 65% من الغازات المسببة للاحتباس الحراري مقارنة بالوقود الأحفوري.
ويبرز الشحن البحري الذي ينقل قرابة 90% من التجارة العالمية، بصفته مسؤولًا عن نحو 3% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالميًا، ويُتوقع أن تصعد تلك النسبة خلال السنوات المقبلة، حال عدم اتخاذ تدابير أكثر صرامة لمكافحة التلوث.
ناقلة نفط ذكية
شرعت شركة داليان شيبلدينغ (Dalian Shipbuilding) بالشراكة مع شركة تشاينا شيبلدينغ إنداستري كوربوريشن (China Shipbuilding Industry Corporation) في بناء ما يُوصف بأنه أول ناقلة نفط ذكية تعمل بالميثانول الأخضر في العالم، لصالح شركة تشاينا ميرشيانتس إنرجي شيبينغ، وفق ما أورده موقع أوفشور إنرجي (OFFSHORE ENERGY) المتخصص.
ولدى أول ناقلة نفط ذكية تعمل بالميثانول الأخضر في العالم القدرة على نقل قرابة 2.1 مليون برميل من الخام، وهي سفينة عملاقة تنتمي للجيل الثامن المطور بوساطة داليان شيبلدينغ، وفق أسس بحثية علمية.
وتستعمل السفينة محركًا رئيسًا يعمل بالوقود المزدوج، ومجهز بنظام إعادة تدوير غاز العادم المنبعث عن المحرك الرئيس، إلى جانب تمتعها بخصائص ذكية مثل كفاءة الطاقة الذكية وشحن السائل الذكي، والتشغيل الذكي والصيانة الذكية إلى جانب منصة السفينة الذكية.
ويمثّل هذا التعاون بين شركتي تشاينا ميرشيانتس إنرجي شيبينغ ومواطنتها داليان شيبلدينغ خطوةً بالغة الأهمية نحو تعزيز الشحن الأخضر العالمي والمستقبل منخفض الكربون.
وعبر تلك الشراكة المستدامة مع داليان شيبلدينغ، تواصل شركة "سي إي إم إس" التقدم نحو إنشاء سفنها الأولى في الصناعة بجميع قطاعات السفن العملاقة وناقلات النفط وناقلات البضائع السائبة وناقلات الغاز الطبيعي المسال.
اقرأ أيضاً: تحديات استخدام الأمونيا كوقود بحري منخفض الكربون |
هدف الكربون المزدوج
لا تُسهم أول ناقلة نفط ذكية تعمل بالميثانول الأخضر بالعالم في تعزيز التعاون بين شركتين صينيتين فحسب، بل ترسخ -كذلك- الالتزام المشترك بإستراتيجية "الكربون المزدوج" في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، وتجسّد ريادة الصين في تقنيات الشحن الأخضر.
ويتمثّل هدف "الكربون المزدوج" بالصين في الوصول إلى ذروة الانبعاثات الكربونية وتحقيق الحياد الكربوني.
وتبرز تشاينا ميرشانتس إنرجي شيبينغ شريكًا إستراتيجيًا لشركة داليان شيبلدينغ، وسبق أن تعاون الاثنان على تنفيذ عدد من المشروعات مثل سفينة عملاقة تزن 300 ألف طن، وناقلة نفط تزن 110 آلاف طن، إلى جانب ناقلة بضائع سائقة كبيرة وناقلة غاز مسال.
وفي شهر أغسطس/آب الماضي حجزت تشاينا ميرشيانتس إنرجي شيبينغ 10 ناقلات نفط تتسم بكفاءة استهلاك الطاقة من شركة داليان شيبلدينغ؛ إذ اختارت الأولى 5 ناقلات نفط عملاقة تزن 306 آلاف طن، و5 أخرى تزن 115 ألف طن من طراز أفراماكس (Aframax).
ومن المقرر تسليم ناقلات النفط الـ10 خلال المدة بين عامي 2027 و2028، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ناقلات غاز مسال
إلى جانب ناقلات النفط شرعت شركة داليان شيبلدينغ في بناء ناقلتي غاز مسال ببداية العام الحالي (2024)، طول كل منها 175 ألف متر مكعب لصالح شركة "سي إم إي إس".
وتنتمي واحدة من تلك السفن الأولى إلى الجيل الجديد التابع لشركة داليان التي لديها القدرة على توفير استهلاك الطاقة.
وفي مارس/آذار (2023) تقدّمت شركة "سي إم إي إس" بطلب لشراء ناقلتي سيارات تعملان بالميثانول سعة 9 آلاف و300 وحدة مكافئ سيارة، إلى جانب 4 خيارات سعة 9 آلاف وحدة مكافئ سيارة.
ومن المتوقع تسليم ناقلتين من تلك الناقلات بين أواخر عام 2025 وأوائل عام 2026؛ ما يعني أن "سي إم إي إس" تخطو خطواتٍ كبيرةً في بناء أسطول أكثر نظافة وذكاءً.
وفي 28 أغسطس/آب (2024)، انطلقت أعمال بناء السفينة الثانية البالغة سعتها 9 آلاف و300 وحدة مكافئ سيارة؛ ما يسلط الضوء على التزام الشركة بمعايير الاستدامة في صناعة الشحن.
المصدر: الطاقة
اقرأ أيضاً | |
|