تعتبر حرائق البضائع تحديا شائعا لدى أصحاب المصلحة في الصناعة البحرية، حيث يمكن أن تؤدي الحرائق على متن السفن إلى خسائر كبيرة منها فقدان في الأرواح. ومع ذلك، تظل السلامة من الحرائق من أكثر مجالات القصور شيوعا في السفن.

في قضية هذا العدد، تتناول "ربان السفينة" هذه المشكلة الشائعة عبر توضيح أسبابها، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على الإرشادات والتشريعات التي تهدف إلى مكافحة الحريق في البضائع وكيفية التعامل معها في حال نشوبها.

البضائع المصرح عنها بشكل خاطئ

وفقا لتقرير Allianz Safety Shipping Review لعام 2023، أصبحت البضائع المصرح عنها بشكل خاطئ والبضائع الجديدة الخطرة، مثل المواد الكيميائية والبطاريات والفحم، موثقة بشكل متزايد. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ شعبية سفن الحاويات الضخمة التي تتضاعف فيها المخاطر، تزداد بشكل كبير.

وعلى الرغم من أن الحريق هو أحد أكبر الأسباب الرئيسية للمطالبات العامة على سفن الحاويات وأحد الأسباب الرئيسية للخسائر الإجمالية عبر جميع أنواع السفن، إلا أن تحليل بيانات سلطات رقابة دولة الميناء (PSC) في السنوات الخمس الماضية يُظهر أن هناك الكثير من القلق بشأن السلامة من الحرائق على متن السفن. وفي أحدث تقاريرها السنوية الأخيرة، وجدت خفر السواحل الأمريكية (USCG) ومذكرة تفاهم طوكيو ومذكرة التفاهم الهندية وقبرص أن الحريق كان أكثر مجالات القصور شيوعا.

كما أوضحت شركة Allianz، أن تصنيف البضائع على أنها خطرة يعد مكلفا، وبالتالي تحاول بعض الشركات الالتفاف على هذا الأمر من خلال تصنيف العناصر مثل الألعاب النارية كألعاب أو بطاريات الليثيوم أيون كأجزاء كمبيوتر على سبيل المثال.

إن الإعلان عن البضائع بشكل خاطئ يشكل عاملا مساهما في  اندلاع العديد من الحرائق في الحاويات، ولا يوجد حل كلّي لهذه المشكلة في الأفق. وفي هذا الإطار، يقول Marcel Ackermann، مدير الإنتاج العالمي للشحن في شركة Allianz Global Corporate & Specialty - AGCS: "حاليا، لكل شركة شحن وولاية قضائية متطلباتها الخاصة، حيث إنّ معدل عمليات تفتيش الحاويات يكون منخفضا في العديد من البلدان."

مخاطر بطاريات الليثيوم أيون

أشارت شركة Allianz إلى أن إزالة الكربون والتحول إلى العمل على الطاقة الكهربائية يزيدان من عدد البضائع المشحونة التي تحتوي على بطاريات الليثيوم أيون، مثل المركبات الكهربائية ومجموعة واسعة من السلع الاستهلاكية والإلكترونية. كما تشمل المخاطر الرئيسية لبطاريات الليثيوم أيون الحريق والانفجار والتسرب الحراري.

وعلاوة على ذلك، تشير Allianz إلى أن معظم السفن تفتقر إلى قدرات مكافحة الحرائق والأنظمة المناسبة للحماية منها، فضلا عن افتقارها إلى أنظمة الكشف اللازمة للتعامل مع مثل هذه الحرائق في البحر، وأصبح هذا الأمر أكثر صعوبة بسبب الزيادة الهائلة في حجم السفن. بالإضافة إلى ذلك، ونظرا لأن هذه البطاريات هي مواد تم إدخالها حديثا، فإن معظم أفراد الطواقم لا يتلقون أي تدريب حول كيفية منع الحرائق الناجمة عن بطاريات الليثيوم أيون أو كيفية التعامل معها في حالة حدوثها.

اقرأ أيضاً:اندلاع حريق في حوض بناء السفن في فيوميتشينو

آفاق مستقبلية

تعليقا على هذا الموضوع، يشير القبطان Rahul Khanna، الرئيس العالمي لاستشارات المخاطر البحرية في AGCS، إلى أن أحد التحديات الرئيسية للتعامل مع الحريق في البضائع هو كيفية تنظيم صناعة عالمية يتم من خلالها نقل ملايين الحاويات المتنوعة كل عام. وقد أظهرت المبادرات التي أطلقها القطاع الخاص مؤخرا اهتماما متزايدا بمكافحة حرائق البضائع.

على سبيل المثال، تم إطلاق مبادرة الابتكار في مجال الحرائق والخسائر في قطاع النقل البحري في شهر فبراير من هذا العام 2024 بواسطة Safetytech Accelerator، إلى جانب أصحاب المصلحة من صناعة النقل البحري العالمية مثل Evergreen Line، HMM، Lloyd’s Register، Maersk، The Offen Group،  Ocean Network Express - ONE و Seaspan كشركاء أساسيين بهدف تقليل حرائق البضائع والخسائر في البحر.

وفي أواخر شهر أبريل، نشرت المجموعة الدولية لنوادي الحماية والتعويض، ونادي تأمين قطاع النقل العالمي واللوجستيات TTClub، ومنظومة الإبلاغ عن حوادث البضائع (CINS)، إرشادات حول التعامل مع بطاريات الليثيوم أيون في الحاويات، حيث طُلب من جميع أصحاب المصلحة المعنيين بنقل بطاريات الليثيوم أيون في الحاويات مراجعة هذه الإرشادات بعناية وتحديد ما إذا كان يمكن تنفيذها.
وقد أبدت المنظمات العالمية أيضا اهتمامها بهذه المسألة، ففي شهر مارس، أصدرت الوكالة الأوروبية للسلامة البحرية (EMSA) دراسة CARGOSAFE، بهدف تحديد خيارات فعالة من حيث التكلفة للسيطرة على المخاطر الناجمة عن حرائق البضائع، والتعامل مع أبعاد المشكلة في كل من السفن الحالية والسفن الجديدة.

إرشادات السلامة من الحرائق

وفقا لكشف CARGOSAFE الذي أجرته EMSA، فإن المناطق عالية الخطورة التي تحتاج إلى معالجة في كل طبقة حماية هي:

  •  الوقاية: الحد من حدوث الحرائق، وخاصة فيما يتعلق بالإعلان الخاطئ/عدم الإعلان عن البضائع الخطرة.
  •  الاكتشاف: اكتشاف الحريق في وقت مبكر بما يكفي لمحاولة إخماده محليا بواسطة الطاقم أو إطلاق أول عملية الإطفاء الأولى.
  •  مكافحة الحرائق: إخماد الحريق أو على الأقل السيطرة عليه في عنبر منشأ الحريق لمدة زمنية طويلة.
  •  الاحتواء: السيطرة على الحريق في موقع الحريق أو المكان الذي يقع فوق موقع منشأ الحريق.

على صعيد التشريعات، من المتوقع أن توافق لجنة السلامة البحرية التابعة للمنظمة البحرية الدوليةMSC 107  على مسودة تعديلات الاتفاقية الدولية لسلامة الأرواح في البحار SOLAS، والتي ستطبق بشكل أساسي على سفن الركاب التي سيتم بناؤها ابتداء من 1 يناير 2026، وتتضمن المتطلبات:

  •  توفير نظام ثابت للكشف والإنذار بالحريق للمنطقة الموجودة على الأسطح المكشوفة أو التي تتعرض لعوامل الطقس المخصصة لنقل المركبات.
  •  ترتيب نظام فعال للمراقبة بالفيديو في المركبات والفئات الخاصة ومساحات لسفن الدحرجة للمراقبة المستمرة لهذه الأماكن.
  •  توفير الحماية الهيكلية من الحرائق في سفن الركاب التي تحمل أكثر من 36 راكبًا، بما في ذلك عزل الحرائق عن الحواجز الحدودية والطوابق من الفئة الخاصة ومساحات الدحرجة.
  •  تركيب نظام ثابت لإخماد الحرائق قائم على الماء ويعتمد على حساسات مراقبة يتم تركيبها لتغطية الأسطح المكشوفة المخصصة لنقل المركبات.
 لقراءة المحتوى كاملا إضغط على الرابط التالي : مجلة ربان السفينة، العدد 93، سبتمبر/ أكتوبر 2024، قضية العدد، ص. 46

 

اقرأ أيضاً

 العدد 93 من مجلة ربان السفينة

(Sep / Oct. 2024)

 

أخبار ذات صلة