يعتبر برنامج تقرير فحص السفن (SIRE)، المطبق في قطاع النقل البحري منذ عام 1993، أداة بالغة الأهمية مصممة لضمان امتثال السفن بمعايير السلامة والبيئة، بحيث يسعى نظام فحص السفن الرقمي المحدث والمحسن إلى تطوير عمليات الكشف على السفن وامتثالها للمعايير المطلوبة وإعداد التقارير.

في بداية هذا العام، بدأ المنتدى الدولي لشركات النفط (OCIMF) المرحلة الثالثة من عملية اعتماد SIRE 2.0 المكونة من أربع مراحل، سامحا لكافة المستخدمين المشاركة في المرحلة التجريبية بهدف فهم النسخة الجديدة من البرنامج والتعرف عليها. وعند الوصول إلى المرحلة الرابعة، سيصبح SIRE 2.0 برنامج الكشف المعتمد وسيتم سحب نظام الكشف الورقي (SIRE (VIQ7 الحالي من الأسواق.

وكان قد أعلن الربان Aaron Cooper، مدير البرامج في المنتدى الدولي لشركات النفط OCIMF أن قطاع النقل البحري سيشهد تحولات كبيرة مع البدء في استخدام SIRE 2.0.

تعزيز بيانات ضمان سلامة السفن

سيقدم SIRE 2.0 الرقمي مع عمليات الكشف الحضوري، تقارير أكثر دقة عن جودة السفينة وطاقمها بشكل مستمر. وسيتمكن البرنامج من التنبؤ بالأداء المحتمل في المستقبل من خلال اتباع نهج قائم على المخاطر، واستخدام أدوات متطورة وعمليات حوكمة معززة ونتائج إبلاغ أكثر تعمقا.
 
وقد بدأ المنتدى الدولي لشركات النفط OCIMF في تطبيق "النهج التدريجي" من برنامج SIRE 2.0 خلال العام الماضي. وتسمح المرحلة 3 لجميع مشغلي السفن والشركات التي ستقوم باستخدام البرنامج للتعرف بدقة على عملية الكشف الجديدة لبرنامج SIRE 2.0.

لا بد من الإشارة إلى أنه من المتوقع أن يحدث SIRE 2.0 تغييرا في قطاع النقل البحري ويتطلب وعيا ثقافيا في القطاع. يدرك المنتدى أن إدارة التغيير من النسخة السابقة من SIRE إلى SIRE 2.0 ينطوي على تعديلات لوجستية وتشغيلية، وتغيير في العقلية بين أصحاب المصلحة.
 
ومن أهم العوامل التي ساهمت في نجاح طرح هذا النوع من البرامج هو تقبل قطاع النقل البحري للنهج التدريجي. إذ قرر المنتدى اعتماد هذه الطريقة بسبب ضرورة البدء في التعرف واستخدام البرنامج بشكل تدريجي، إضافة إلى تسليط الضوء على مدى تأثير برنامج SIRE 2.0 على طريقة إجراء عمليات الكشف على الناقلات النفطية.

عمليات التجارب والجهوزية

وضعت عمليات الاختبار على متن السفينة لتكون متاحة لملاك ومشغلي السفن الكبيرة والصغيرة. ولقد بذل المنتدى كل ما بوسعه لدعم القطاع البحري في التكيف مع البرنامج الجديد نظرا لما يحمله من تغيرات كبيرة. وتحت إشراف فريق برنامج الكشف على السفن التابع للمنتدى، الذي أنشئ خصيصا لتطوير وتسليم SIRE 2.0، ضمن المنتدى حصول جميع الأطراف المعنية على فرصة التحضير للطرح النهائي.

وتماشيا مع ما تم ذكره، يعمل مستخدمو البرنامج بجد للتعرف على جميع الموارد والمواد التدريبية التي تم تطويرها لدعم نظام الكشف الجديد. تسمح فترة التجربة في المرحلة الثالثة إلى جانب تقديم التقارير من دون الكشف عن هوية المستخدمين، باختبار البرنامج بشفافية. وهذا ما يسمح لجميع الأطراف باستباق التغييرات القادمة والتكيف معها، والتغلب على الشك والخوف من البدء في استخدام برنامج جديد.
 
التأقلم مع التغيرات

وقد حققت المرحلة 3، التي تمثل مرحلة الاختبار، نجاحا كبيرا، وكانت نوعية عمليات الكشف التي طبقت خلال هذه المرحلة ممتازة. وهذا يدل على إمكانية تحكم وإدارة عملية اعتماد برنامج SIRE 2.0، إذ ما تم اتباع جميع المبادئ التوجيهية والمواد التدريبية، لا سيما تلك المصممة خصيصا لتدريب طاقم السفينة.

ومن أحد العوامل الحاسمة التي ساهمت في نجاح البرنامج، هو إشراك المفتشين في أوائل مراحله وجمع مساهماتهم حول الأسئلة واختبار البرنامج. لذلك قد يكون إدخال وضمان دمج SIRE 2.0 بسلاسة مع الأنظمة والعمليات الحالية التي يستخدمها المفتشون وكذلك مشغلو السفن أمرا معقدا، مثل اعتماد أي برنامج أو تقنية جديدة. وإدراكا لذلك، طور قسم التدريب والاعتماد في OCIMF برنامجا توجيهيا يوفر ردود فعل مباشرة ودعما للمفتشين، مما يضمن أنهم على دراية جيدة لفهم كيفية تشغيل البرنامج على أجهزتهم اللوحية. كما أن المواد التدريبية للبرنامج متاحة مجانا على موقع OCIMF ويمكن الرجوع إليها في أي وقت.

معلومات دقيقة

اقرأ أيضاً: لمحة عن الأسطول التجاري العالمي في العام 2022

تجدر الإشارة إلى أن SIRE 2.0 هو نسخة متطورة عن البرامج المشابهة السابقة، إذ أنه سيساعد في تحسين جودة عمليات الكشف على السفن من خلال التقاط معلومات دقيقة وذات صلة ودمج التقنيات المتقدمة، مثل إرسال التقارير الرقمية وتحليلات البيانات في الوقت الفعلي. بحيث إن استخدام بروتكولات متطورة وموحدة لجمع البيانات وتبادلها فضلا عن التأكد من أن النظام يقدم تصورات وأفكارا ثابتة وموثوقة، هو أمر أساسي لتنفيذه.

وبناء على ذلك، أتاح دمج الأدوات الرقمية في عمليات الكشف على السفن جمع البيانات وتحليلها والإبلاغ عنها في الوقت الفعلي، والتي يتم الاعتماد عليها بشكل متزايد مع استمرار دمج الحلول الرقمية في جميع جوانب التشغيل في القطاع البحري.

ومع زيادة كمية تدفق البيانات، أصبح من الممكن الآن لمشغلي السفن التعرف بسرعة على الاتجاهات والثغرات التي لم يكن من السهل تحديدها مع نظام SIRE الورقي. وبمرور الوقت، مع تحسين نتائج الإبلاغ والنهج القائم على المخاطر الذي يقدمه SIRE 2.0، ستصبح الصناعة أكثر استباقية، وتعالج الاتجاهات والمخاطر بشكل أكثر فعالية قبل وقوع الحوادث بدلا من مجرد الاستجابة لها.

تعزيز إجراءات الإدارة والمراجعة

يدرك المنتدى الدولي لشركات النفط OCIMF أن اعتماد برنامج SIRE 2.0 كان مهمة صعبة وبالأخص على المفتشين، الذين خضعوا لبرنامج تدريب صارم للتعرف على إجراءات عمليات الكشف عبر الأجهزة اللوحية وتأقلمهم بالكامل مع البرنامج الشامل.

يتضمن برنامج SIRE 2.0 "تقييم جودة" لدعم المفتشين باستمرار ومراقبة الجودة على متن السفن، بدلا من نظام (SIRE (VIQ7 الحالي الذي يقتضي تدقيق المفتشين. سيعمل مقيمو الجودة مع جميع المشاركين في البرنامج على مستوى العالم، بما في ذلك الشركات التي ستقوم باستخدام هذا البرنامج والمستفيدين منه، والمفتشين والمدققين المتعاقدين مع المنتدى، حيث أنهم مسؤولون عن التقييم اليومي لجودة كل ما يتعلق بالبرنامج، وعن اقتراح التحسينات اللازمة وتقديم الإرشادات والتوجيهات حسبما يكون ضروريا.

لطالما كان الهدف الأساسي من برنامج SIRE 2.0 هو تحليل الاتجاهات لنتائج الكشف ومساعدة مشغلي السفن لتحديد المخاطر الشائعة والمستجدة، بحيث يمكن اتخاذ التدابير اللازمة في حال تبين أن للسفن أوجه قصور أو مجالات بحاجة للتحسين. ونظرا لأن نظام كل سفينة خاص بها، سيتم النظر في هذه المجالات في عمليات الكشف اللاحقة لضمان تحسنها. ستساعد هذه العملية مشغلي السفن على فهم المشكلات الذي يواجهها الأسطول والعمل على معالجتها، فضلا عن ضمان السلامة وتحسين أداء السفينة عند الحاجة.

إن الهدف من الانتقال لاستخدام نظام رقمي للكشف على السفن هو ضمان التكامل السلس مع البنى التحتية الحالية للبيانات البحرية، وتعزيز التوافق وتبادل البيانات الفعال بين أصحاب المصلحة، الأمر الذي سيساعد على الوصول إلى نهج أكثر تماسكا وتعاونا في مجال السلامة البحرية والامتثال بالإرشادات على نطاق عالمي.

يدرك المنتدى الدولي لشركات النفط OCIMF أن التأقلم مع SIRE 2.0 يتطلب الكثير من التعلم والتوجيه، وأنه سيتطلب من مستخدمي البرنامج تخصيص الوقت والموارد اللازمة لضمان استخدامه بنجاح. يمثل SIRE 2.0 لحظة محورية في تطور السلامة البحرية والامتثال البيئي، إذ أنه يسعى لضمان مستقبل أكثر سلامة وشفافية وكفاءة لقطاع النقل البحري. لذا لا بد من التطلع قدما والاستفادة من إيجابيات هذا التغيير.

مجلة ربان السفينة، العدد 91، مايو/ يونيو 2024، قوانين و تشريعات، ص.44

 

اقرأ أيضاً

 العدد 91 من مجلة ربان السفينة

(May/ June 2024)

 

أخبار ذات صلة