كشف خفر السواحل الأميركي تحقيقاته في قضية شحط السفينة Ever Forward عند خليج Chesapeake قبالة السواحل الأميركية، مؤكدا أنها حالة واضحة لخطأ بشري ارتكبه مرشد السفينة بسبب قلة تركيزه وتشتت انتباهه عندما كانت السفينة على وشك القيام بتغيير اتجاهها وانعطافها.

وعليه، تم تعليق رخصة المرشد الذي كان على متن السفينة في رحلتها من Baltimore. ومن المحتمل أن يترتب على هذا الخطأ مسؤوليات مدنية يتحملها المرشد لما سببه في هذه الحادثة.

وبحسب تقرير خفر السواحل الأميركي، فقد تم تحديد القضايا الرئيسية في عملية الشحط على أنها "الفشل في الحفاظ على الوعي الظرفي والاهتمام أثناء الملاحة، وعدم كفاية إدارة موارد برج القيادة".

في قضية هذا العدد، تسلط "ربان السفينة" الضوء على تصرفات المرشد وعدم قيام فريق برج القيادة بالتنبيه المباشر إلى خطئه، الذي كان من الممكن أن يمنع حادثة الشحط.

التفاصيل

غادرت سفينة الحاويات Ever Forward التي ترفع علم هونغ كونغ محطة Seagirt Marine في Baltimore متجهة إلى Norfolk في 13 مارس 2022، حوالي الساعة 6:00 مساء بالتوقيت المحلي، وعلى متنها 4964 حاوية، بقيادة مرشد بحري مرخص من ولاية Maryland.

تأخرت السفينة التي يبلغ طولها 333 مترا، وسعتها 11850 حاوية نمطية، قليلا في المغادرة بسبب مشاكل في التعامل مع حبال الربط ولكنها كانت تقوم بعبور منتظم للممر المائي، مع الإشارة إلى أن محققي خفر السواحل الأميركي لم يذكروا أي تقلبات في الطقس أو ظروف أخرى. غادر ربان السفينة برج القيادة حوالي الساعة 7:30 مساء لتناول العشاء وبقي في البرج الملاحي فريق مكون من ضابط ثالث وبحار وطالب متدرب بالإضافة إلى المرشد. عند الساعة 8:17 مساء، عبرت السفينة موقع نقطة محدد مسبقا، والذي يستدعي بعده بدء تغيير خط سير السفينة وانعطافها إلى حوالي 180 درجة من اتجاهها الحالي البالغ 161 درجة.

بحسب المحققين، لم يصدر أي أمر بتغيير خط السير من قبل المرشد، ويبدو أن الضابط الثالث قد أدرك هذا الخطأ، إذ صرخ مرات عديدة لتغيير سرعة السفينة واتجاهها. وقال الضابط الثالث للمحققين أن المرشد كان ينظر إلى هاتفه الخلوي في هذا الوقت.

بعد مرور حوالي دقيقة من الوقت، لاحظ المرشد أن جهاز الملاحة الإلكتروني الخاص به ونظام عرض معلومات الخرائط الإلكترونية (ECDIS) الخاص بالسفينة يعرضان معلومات مختلفة.

حينها، أمر المرشد بالانعطاف فورا بمقدار 15 درجة، ثم أصدر بعد 20 ثانية أمرا بالانعطاف لأقصى الميمنة، إلا أن ذلك كان متأخرا حيث شحطت السفينة خارج قناة Craighill. تم استدعاء الربان والضابط الثاني إلى برج القيادة وبُذلت محاولات لإعادة السفينة إلى وضعها الصحيح إلا أنها شحطت، حيث باشروا بعدها بتطبيق بروتوكولات السلامة العادية. وظلت السفينة عالقة لأكثر من شهر قبل أن يتم إعادة تعويمها.

اقرأ أيضاً:العدد 89 من ربان السفينة يسلط الضوء على مخاطر عقد إيجار السفينة

"افتراض الإهمال"

قام المحققون بمراجعة مسجل البيانات الصوتية الخاص بالسفينة، والذي قام الضابط الثاني بحفظه بعد لحظات من شحط السفينة، بالإضافة إلى بيانات ومقابلات أخرى. ووجدوا أن المرشد أجرى أو تلقى خمس مكالمات هاتفية من هاتفه الخلوي الشخصي استمرت في المجموع حوالي 61 دقيقة من الرحلة، التي بدورها استغرقت 126 دقيقة حتى حصول حادثة الشحط، بالإضافة إلى ملاحظة ارساله لرسائل نصية وكتابته لبريد إلكتروني. فقد كان المرشد يكتب بريدا إلكترونيا عندما اقتضى تغيير اتجاه السفينة.

من وجهة نظر خفر السواحل، لا يثق المرشد في المعدات الموجودة على متن السفينة ويفضّل استخدام وحدة الإرشاد المحمولة الخاصة به في جميع عمليات الملاحة. وجاء في التقرير: "لقد كان معتادا على عدم استخدام أي معدات ملاحية أخرى عمدا أثناء الرحلة، مشيرا إلى عدم ثقته بمعدات السفينة التي ليست ملكه وحالات تعطلها أثناء استخدامها". لم يكن المرشد على علم بوجود خرائط ورقية بالإضافة إلى الأنظمة الإلكترونية للسفينة.

ونظرا لأن السفينة Ever Forward كانت ترفع علما أجنبيا، وكان المرشد يعمل بموجب رخصته في ولاية Maryland، تم تعليقها وطلب جلسة استماع. ومع ذلك، لم يتمكن خفر السواحل من اتخاذ أي إجراء بشأن رخصته الفيدرالية لأنه لم يكن يعمل بموجبها في ذلك الوقت.

وبناء على قرار من قائد خفر السواحل، اعتبر "إن الشحط يثير افتراض الإهمال." على هذا النحو، أشار إلى أن المرشد "قد يخضع لإجراءات إنفاذ العقوبات المدنية بسبب إهماله في أداء الواجبات المتعلقة بملاحة السفن التجارية."

التوصيات

وعليه، أصدر خفر السواحل توصيتين بناء على نتائج قضية Ever Forward: الأولى تتعلق بملاك السفن والمشغلين البحريين الذين يقومون بوضع وتنفيذ سياسات فعالة تحدد استخدام الهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية المحمولة.

أما التوصية الثانية فتنطبق على مشغلي السفينة؛ إذ وجد المحققون أن الضابط الثالث، وهو مواطن صيني، لم ينبّه المرشد مباشرة عند إدراكه للوضع. تؤكد التوصية الموجهة للمالكين والمشغلين ضمان وتعزيز وعي الطاقم بالسياسات المتعلقة بواجبات والتزامات الضباط الذين يراقبون سلامة السفينة، حتى عند وجود المرشد على متنها.

مجلة ربان السفينة، العدد 90، مارس/ أبريل 2024،قضية العدد، ص. 47

 

اقرأ أيضاً

 العدد 90 من مجلة ربان السفينة

(Mar./April 2024)

 

أخبار ذات صلة