في عام 2024، تحتفل شركة Robert Allan Ltd بمرور 96 عاما من العمل المستمر، وهذا التاريخ موثق في كتاب نُشر مؤخرا بعنوان "قوارب من أجل العالم: قصة روبرت آلان"، وهو كتاب عن الشركة، والعائلة التي بنتها، وعن العديد من الأشخاص الذين ساهموا بجعل روبرت آلان المحدودة قصة نجاح كندية في القطاع البحري العالمي، إلى جانب آلاف السفن العاملة حول العالم والتي صممتها الشركة على مدار قرن من الزمن.

نمت هذه الشركة العائلية بشكل كبير لتروي قصة حرفة تصميم السفن التي امتدت لأجيال وشكلت اسما مرموقا في صناعة الهندسة البحرية. تشارك "ربان السفينة" تفاصيل قصة النجاح هذه التي يرويها الرئيس التنفيذي للشركة المهندس Robert Allan.

في عام 1928، بدأ Robert Allan (الأب) العمل كمهندس بناء سفن مستقل في فانكوفر كندا، بعد مسيرة مهنية ناجحة في أحواض بناء السفن في اسكتلندا وإنجلترا وكندا. انضم إليه ابنه Robert F. (Bob) Allan في عام 1945، وخلال الخمسينيات من القرن الماضي، عمل الثنائي من مكتب في الطابق السفلي في منزل العائلة، وقدما العديد من التصميمات لقوارب الصيد المحلية، والقاطرات، البارجات، والعبارات، وقوارب الدوريات المتنوعة. وفي فترة الستينيات، نمت الشركة بشكل ملحوظ، حيث طورت العديد من التصميمات للقاطرات الجديدة المصنعة من الحديد الصلب والقاطرات التي تعمل بالديزل والبارجات المتخصصة للعديد من أنظمة النقل الساحلية.

في عام 1973، انضم Robert G. (Rob) Allan إلى الشركة، في وقت كان فيه الطلب مرتفعا على العديد من سفن الأوفشور الفريدة ذات القدرة على العمل في الجليد للتنقيب عن النفط في البحر، بالإضافة إلى العديد من السفن الساحلية والداخلية في جميع أنحاء كندا.

في عام 1981، توفي Bob Allan، تاركا إدارة الشركة لـ Rob Allan، الذي كان لا يزال في أوائل الثلاثينيات من عمره. كانت السنوات القليلة التي تلت صعبة للغاية، حيث أثر الركود العالمي على جميع الصناعات البحرية وكانت شركة تصميم السفن الصغيرة تكافح من أجل البقاء.

في أوائل التسعينيات، أتاح الطلب المتزايد على القاطرات الجديدة الأكثر قوة فرصا لشركة Robert  Allan Ltd لإنشاء جيل جديد من القاطرات الأكثر سلامة بأداء عالي. فقد كان الوصول إلى الأسواق العالمية أسهل بكثير بواسطة الإنترنت، الأمر الذي أعطى حرية من تقلبات اقتصاديات الصناعة المحلية. 

حينها تسارعت الأعمال الدولية للشركة بسرعة، ومكّن الطلب المنتظم على القاطرات لمرافقة الناقلات النفطية في أعقاب حوادث Exxon Valdez (الولايات المتحدة الأمريكية) وBraer (المملكة المتحدة)، شركة Robert Allan Ltd. من اختبار وتقديم أفكار جديدة مبتكرة حول تصميم وأداء القاطرات المرافقة التي غيرت بشكل كبير شكل وقدرات هذا النوع الجديد من القاطرات.

ورغم الإنجازات التقنية، كان الحدث الأكثر أهمية في تاريخ الشركة هو تحولها من ملكيتها من عائلية فردية لتصبح ملكية جميع الموظفين في عام 2008. وأتاح هذا التغيير استمرارية الشركة على المدى الطويل، كما أن نجاحها المستمر ونموها الدولي تحت قيادة Ken Harford أولا ومن ثم Mike Fitzpatrick منذ ذلك الوقت يشهدان على ذلك.

 

اقرأ أيضاً: نائب الرئيس التنفيذي لـ Heisco يكشف لربان السفينة عن خطط التوسع في سوق في الشرق الأوسط

 

تحديات
وعن أبرز التحديات التي واجهت الشركة الكندية العالمية منذ التأسيس، فالتحدي الأول كان خلال عمل مؤسس الشركة بوظيفة استشاري في فترة الكساد الكبير وقد كان أمرا صعبا للغاية، إلا أنه تمكن من النجاة من تلك السنوات الأولى الصعبة للغاية فقط بواسطة المثابرة المطلقة. بحلول منتصف الثلاثينيات، بدأ العمل يكفي لكسب لقمة العيش لعائلة صغيرة، كما أن الحرب قد جلبت المزيد من أعمال التصميم حيث تحسنت الأحوال بشكل كبير.

التحدي الثاني الأبرز كان خلال أوائل الثمانينيات، حينها العمل كان صعبا للغاية في ظل فترة الركود، ومع وفاة Bob Allan، كانت نجاة الشركة غير مؤكدة حتى أواخر الثمانينيات، في وقت زادت وتيرة العمل بشكل بطيء. ومع توسع العمل، أصبح التحدي الرئيسي هو توظيف الموظفين المهرة اللازمين لتنمية الأعمال. ولحسن الحظ، جلبت الهجرة من أوروبا الشرقية وآسيا في ذلك الوقت العديد من محترفي التصميم المؤهلين إلى كندا، والعديد منهم أصبحوا الآن مديرين رئيسيين في الشركة. ويبقى التحدي الرئيسي اليوم في جذب المهنيين المهرة للانضمام إلى الشركة المزدهرة.

انجازات هامة
يعكس قرن من أعمال التصميم، العديد من الابتكارات الحقيقية التي قامت بها شركة Robert Allan Ltd في عالم تصميم قوارب العمليات، والتي تتضمن مفهوم البارجات ذاتية التحميل/التفريغ للأخشاب، وإدخال الاستخدام الواسع النطاق لـKort Nozzle في أمريكا الشمالية، ومفهوم "القاطرة المدمجة “Compact Tug، أول سفينة دعم للأوفشور لكسر الجليد للسفن في بحر بوفورت، وقاطرات نهرية للمياه الضحلة في شمال كندا. منذ عام 1990، تنفرد الشركة في تصميم أكثر من 1000 قاطرة حديثة عالية الأداء لعملاء عالميين، وعلى وجه الخصوص تطوير شكل هيكل RAstar للحصول على قدرة مرافقة مثالية، ومفهوم القاطرة Z-Tech  الحائز على جائزة Red Dot. وتشمل أحدث التطورات سلسلة ElectRA من القاطرات الكهربائية بالكامل.

 

اقرأ أيضاً: كلمة العدد 89: عام جديد ينتظر القطاع البحري.. ماذا في طيّات 2024؟

 

نصيحة للمصممين الشباب
مع هذا الاستعراض المقتضب لتاريخ الشركة المتميز، يقول الرئيس التنفيذي المهندس Robert Allan عن النصيحة التي يمكن أن يتوجه بها إلى الشباب: "لا أستطيع أن أفكر في مهنة أكثر إرضاء من مهنة مهندس بناء السفن، على افتراض بالطبع أن الشخص لديه انجذاب للعالم البحري. في مواجهة التحديات أمام الطلبات المتقلبة لمواهبنا، تعتبر الصناعة بأكملها اليوم في طريقها لإحداث ثورة في القاطرات وقوارب العمليات مع أشكال لا تعد ولا تحصى من أنظمة الدفع الكهربائي والهجين، والوقود البديل، وأشكال الهيكل الأكثر كفاءة. فلا شك أن ذلك يتلاءم مع كونك محترفا في تصميم السفن منذ 50 عاما!" ويتابع: "نصيحتي لأي شخص يشرع في هذه المهنة اليوم هي أن يدرس بجد، ويترقب ما يحدث في العالم اليوم لمعرفة أين يجب إجراء التحسينات، ويتعلم أساسيات هذه الحرفة". 

"تعلم ما تفعله هذه القوارب، وكيفية بنائها وتشغيلها حتى تتمكن من التصميم بشكل عملي، وتعلم قدر المستطاع عن الكهرباء والإلكترونيات. بهذه الخلفية سوف تجد خدماتك مطلوبة بشكل كبير لسنوات عديدة.  مهما فعلت، تأكد من أن القارب الذي تصممه يبدو جيدا ويعمل بكفاءة. ليس هناك عذر لقارب قبيح!"

الاتجاهات المستقبلية
ويضيف: "أعتقد أن المستقبل وصل بشكل أسرع بكثير مما توقعه أي منا في الصناعة. لقد صممنا أول قاطرة هجينة في العالم منذ 15 عاما، واليوم تتضمن نسبة كبيرة من تصميماتنا الجديدة شكلا من أشكال أنظمة الدفع بخلاف محرك الديزل المباشر، والعديد منها يشتمل على أنواع الوقود البديلة. 

تمر الصناعة بمنحنى تعليمي حاد، لكن التقدم التكنولوجي كان سريعا وفعالا. القاطرة الكهربائية موجودة لتبقى وستستمر في التطور، لذا أنصح الشباب أن يبحثوا عن كل جديد في السفن الآلية وأنظمة الأتمتة المتقدمة حيث تكافح الصناعة لتوظيف موظفين للعمل على متن هذه السفن."

بقلم:    المهندس Robert Allan
         الرئيس التنفيذي لشركة
    .Robert Allan Ltd

 

مجلة ربان السفينة، العدد 89، يناير/ فبراير 2024، أخبار بحرية - بناء السفن، ص. 28


 

 

اقرأ أيضاً

 العدد 89 من مجلة ربان السفينة

(Jan./ Feb. 2024)

 

أخبار ذات صلة