نظمت هيئة قناة السويس، ندوة بعنوان "قناة السويس بين التنمية المستدامة والمسؤولية المجتمعية "، ضمن الفعاليات التي تعقدها الهيئة بالجناح المصري في معرض "إكسبو دبي 2020".

هدفت الندوة إلى استعراض الجهود التي تبذلها هيئة قناة السويس من خلال مشاريع التطوير التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وخفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن قطاع النقل البحري، وذلك ضمن استراتيجية الهيئة لتعزيز مكانتها كقناة ملاحية خضراء تشارك في الجهود العالمية للحد من الانبعاثات، وبما يواكب توجهات الدولة المصرية والجهود الدولية لمواجهة ظاهرة التغير المناخي والاحتباس الحراري.

تناولت الندوة الدور الحيوي الذي تلعبه قناة السويس في المجتمع الملاحي واسهاماتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تقليل زمن عبور السفن عبر القناة، ومن ثم توفير الوقت واستهلاك الوقود، والذي بدوره ينعكس على خفض تكاليف النقل وتقليل الانبعاثات الكربونية، وهو ما يتماشى مع إعلان السيد الفريق أسامه ربيع رئيس الهيئة أن قناة السويس " قناة خضراء ".

شاهد الحضور من ممثلي الشركات والمؤسسات المتخصصة في النقل البحري فيلما تسجيليا بعنوان "قناة السويس بين الماضي والحاضر والمستقبل"، والذي يلقي الضوء على مراحل حفر وتطوير قناة السويس على مدار أكثر من 152 عامًا، والإنجازات التي حققتها على مدار تاريخها، والبصمات المؤثرة التي تساهم بها في مجتمع التجارة العالمية.

تلا ذلك استعراض التسلسل الزمني لمشاريع التطوير التي شهدتها قناة السويس من حيث الأبعاد والمواصفات الفنية والقدرة الاستيعابية منذ افتتاحها للملاحة البحرية عام 1869 وحتى الآن، حيث كان الطول الكلي للقناة عند افتتاحها بلغ 164 كيلو متر لتصبح 194 كيلو متر حاليًا، كما زاد عمق القناة من 8 أمتار إلى 24 متر، وارتفعت حمولات السفن العابرة للقناة من 5 أطنان لتصل إلى 240 ألف طن.

كما تم إلقاء الضوء على النسب المئوية التي توضح الطاقة الاستيعابية لقناة السويس وفقا لمختلف أنواع أسطول السفن العالمي، حيث تستوعب قناة السويس 100% من أسطول سفن الحاويات العالمية و62.2%من أسطول ناقلات البترول و92.6% من أسطول سفن النقل الصب، بالإضافة إلى 100% من باقي أنواع الناقلات.

وركزت الندوة على المشروع الجاري لتطوير القطاع الجنوبي بالقناة والذي سينتهي في نهاية 2023 والذي سيزيد من نسبة الأجزاء المزدوجة بالقناة لتصل إلى 63% من إجمالي طول المجرى الملاحي، والذي بدوره ينعكس على زيادة الطاقة التصريفية اليومية للقناة لتصل إلى 103 سفينة قياسية يومياً من الاتجاهين دون انتظار، ويساهم في رفع مستوى الأمان الملاحي في القطاع الجنوبي للقناة بنسبة 28%.

ثم تطرقت بالشرح إلى الإجراءات التي اتخذتها هيئة قناة السويس لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة (منظومات الطاقة الشمسية وتوربينات الرياح) في تشغيل محطات الإرشاد الموجودة على طول القناة في ضوء الجهود المبذولة من قبل الهيئة للحفاظ على البيئة وإعلان قناة السويس" قناة خضراء".

كما تناولت الندوة الجهود الحثيثة التي تبذلها قناة السويس في مجال التنمية المجتمعية محليا، موكدة على أن الهيئة تعكف على تطوير سلسلة من منافذ العبور المختلفة لتسهيل حركة نقل الأفراد والبضائع بين ضفتي القناة مكونة من 6 أنفاق عملاقة و5 كباري عائمة وأسطول من المعديات، وذلك في إطار مشاريع ربط شبه جزيرة سيناء بالوادي، وذلك بغرض فتح آفاق واسعة لجذب الاستثمارات ودفع مخطط التنمية القومي.

وذلك علاوة على الدور المجتمعي الذي تقوم به الهيئة الذي يمتد خارج النطاق المحلي، حيث سهلت هيئة قناة السويس العبور المجاني لأكبر مستشفى عائم (السفينةGLOBAL MERCY ) ، كما قامت الهيئة بتنفيذ عملية الإرشاد عن بُعد لسفينة الركاب الإيطالية الموبوءة (COSTA DIADEMA) والتي كان على متنها 66 فرداً مصاباً بفيروس كورونا.

ودارت الندوة في الجزء الثاني منها حول معدلات نمو التجارة العالمية المنقولة بحرا على مدار العشر سنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن التجارة المنقولة بحرًا استحوذت على 85% من حجم التجارة العالمية في عام 2021، ومن المتوقع أن يسجل نصيبها 84% خلال العام الحالي.

وأشارت إلى إجمالي معدل الانبعاثات الكربونية من أسطول السفن العالمي، الذي شهد تراجعاً خلال السنوات الماضية نتيجة لتفعيل سياسات المنظمة البحرية الدولية (IMO) بغرض خفض الانبعاثات، بالإضافة إلى أن قطاع الشحن البحري هو الأكثر كفاءة في النقل مقارنة بباقي وسائل النقل الأخرى حيث إنه يقوم بنقل ما يقرب من 85% من حجم التجارة العالمية في حين تبلغ مساهمته في الانبعاثات الكربونية العالمية نحو 2.4% فقط.

ونوهت إلى أن قناة السويس تلعب دورًا بارزًا في خفض انبعاثات الكربون الناجمة عن قطاع النقل البحري العالمي بنسبة تتراوح بين 10 إلى 90% مقارنة بالمسارات البديلة، وذلك في ضوء خفض زمن العبور وتطبيق قواعد صارمة لمكافحة التلوث البيئي وانبعاثات السفن وتقديم حوافز تسويقية لجذب المزيد من السفن لعبور القناة بدلا من اتخاذ مسارات بديلة، ما ينعكس على تقليص الانبعاثات عالميًا.

بالإضافة إلى اتباع سياسات تسويقية مرنة وتقديم حزمة من الحوافز لكلا من سفن الحاويات وسفن الصب وناقلات الغاز الطبيعي المسال وناقلات البترول والسفن السياحية على مختلف الطرق الملاحية التي تمثل لها قناة السويس الاختيار الأفضل للحفاظ البيئية وتقليل الانبعاثات الكربونية.

Cover 77 تصفح العدد 77 من مجلة ربان السفينة
(العدد 77 - يناير/ فبراير 2022
)

ولفتت الندوة إلى امتلاك الهيئة مركز محاكاة بحري متطور يتمتع بتقنيات وقدرات تواكب أحدث أنظمة المحاكاة العالمية التي تكفل كفاءة تدريب المرشدين في بيئة تحاكي الواقع بدقة بالغة دون تحمل أية مخاطر ويزيد من معدلات الأمان الملاحى للسفن العابرة.

وفي الختام أثنى الحضور على جهود هيئة قناة السويس في تعويم سفينة الحاويات البنمية العملاقة EVER GIVEN في وقت قياسي، وما تلا ذلك من جهد متواصل لإرشاد ما يزيد عن 400 سفينة كانوا في انتظار تعويم السفينة واستئناف الملاحة مرة أخرى.

المصدر: هيئة قناة السويس

أخبار ذات صلة