وجهت السلطات العراقية أنظارها إلى تطوير أقدم موانئ البلد المطلة على الخليج العربي ضمن استراتيجية موسعة تهدف منها إلى تعزيز تجارتها الخارجية من البوابة البحرية في السنوات المقبلة لتحصيل المزيد من الإيرادات للخزينة العامة.

وكشفت الشركة العامة للموانئ التابعة لوزارة النقل مؤخرا عن خطة لتطوير ميناء المعقل القريب من محافظة البصرة بعد أكثر من ثلاث سنوات من خروجه عن الخدمة.

ويملك العراق 5 موانئ تجارية مرتبطة بالخليج، فإلى جانب المعقل الخارج عن الخدمة، هناك أربعة موانئ أخرى هي أم قصر الشمالي وأم قصر الجنوبي وخور الزبير وأبوفلوس.

لكن بغداد تعمل على إنجاز ميناء الفاو الكبير الذي يشكل نقلة نوعية كبرى بسبب موقعه الاستراتيجي ومدخله إلى مياه الخليج العميقة التي تسمح باستقبال السفن الكبيرة.

وأكد مدير إدارة ميناء المعقل عباس بداي أن الميناء الذي تأسس في العام 1917 توقف عن العمل “بكل أقسامه ووحداته ومفاصله” منذ العام 2018.

ونسبت وكالة الأنباء العراقية الرسمية إلى بداي قوله إن “إدارة الميناء تدرس حاليا فكرة تحديث هذه البوابة البحرية”. وأضاف “لدينا خطتان لتطوير الميناء وتحويله إما إلى مشروع استثماري أو تأهيله للعمل وإعادته إلى الخدمة”.

وكانت للميناء أهمية كبيرة نتيجة لوارداته المتزايدة منذ العام 2010 وحتى 2018 ولكن بعد الأزمة الصحية العالمية التي تسببت في قيود إغلاق اقتصادي شامل توقف عن العمل.

وأوضح بداي أن”التوقف جاء بسبب صيانة الفتحة الملاحية لجسر الشهيد كنعان، وكذلك وجود غوارق في بعض الأرصفة مما يعيق إرساء وإبحار السفن من وإلى الميناء”.

وأشار أيضا إلى قلة الأعماق أو الغاطس مما لا يسمح بدخول السفن ذات الغاطس الكبير والحمولات الكبيرة.

ولكن ذلك ليس كل شيء، فمن أهم الأسباب الأخرى التي أدت إلى توقف نشاطه الرسوم المترتبة على فتح وإغلاق الفتحة الملاحية وأيضا وجود الموانئ البديلة القريبة منه، لاسيما أن ميناء أبوفلوس له أهمية كبيرة من حيث تنوع عمله وتنوع بضائعه.

وتأتي أهمية ميناء المعقل لكونه يحتوي على 15 رصيفا تعمل باختصاصات مختلفة ومتباينة البضائع، كما يحتوي على نظام تشغيل مشترك وقسم للملاحة البحرية.

وفضلا عن ذلك ثمة ساحة كبيرة للحمولات والتفريغ ووحدة المدونة، إضافة إلى أقسام الميناء الأخرى والتي لها أهميتها الكبرى في ميناء المعقل وحسب اختصاص كل قسم.

ويقول مدير قسم العلاقات والإعلام في شركة موانئ العراق أنمار الصافي إن هناك فكرة ومقترحا لتحويل ميناء المعقل إلى منتجع سياحي أو مدينة سياحية.

Cover 77 تصفح العدد 77 من مجلة ربان السفينة
(العدد 77 - يناير/ فبراير 2022
)

ويرى أن فكرة تحويل الميناء إلى منتجع أو إلى مشروع استثماري جاءت لعدة أسباب أهمها أنه يقع في منطقة سكنية وتأثيره على البنى التحتية وعلى بيئة المنطقة.

وقال إن “الأعماق البحرية غير ملائمة للبواخر الكبيرة، وأيضا وجود موانئ كثيرة في محافظة البصرة ولها أيضا أهميتها وحركتها الملاحية ووارداتها”.

وتترقب شركة الموانئ الموافقات والمخططات لتفعيل المشروع، وحال وصول الموافقات على تحويل ميناء المعقل إلى منتجع سياحي سيتم تفعيل هذا المقترح والمباشرة بالعمل به.

وكانت الشركة العامة للموانئ قد أعلنت في أكتوبر الماضي أنها تسعى لتطوير المنافذ التجارية البحرية من أجل زيادة قدرات الموانئ لاستيعاب الارتفاع المتوقع في صادرات النفط في غضون السنوات القليلة المقبلة.

وتريد بغداد تنويع منافذها التصديرية للخام والمشتقات النفطية لزيادة الصادرات من نحو 3.5 مليون برميل حاليا بموجب اتفاق تحالف أوبك+ إلى 6 ملايين بعد العام 2023.

المصدر: العرب

أخبار ذات صلة