تتسارع موجة ترك البحّارة لمهن البحر والتوجه إلى وظائف برّية، في ظاهرة باتت تُشكّل تهديدًا حقيقيًا لسلامة الملاحة الدولية وقدرة القطاع على مواكبة التحول إلى الوقود النظيف.
هذا التحذير طغى على نقاشات ندوة عقدت على هامش مؤتمر COP30 بعنوان "الطوارئ العالمية للبحّارة"، بمشاركة خبراء في العمل البحري، أكاديميين، ملاك ناقلات، وبحّارة.
ورغم أن النقل البحري يوفّر أكثر من 80% من تجارة العالم حجمًا ويُعد شريانًا اقتصاديًا أساسيًا، إلا أن تزايد سخط العاملين في البحر يهدّد بتقويض القدرة التشغيلية للأسطول العالمي. ويشير البحّارة إلى أسباب متعددة وراء فقدانهم الرغبة في الاستمرار، من بينها التنمّر والتمييز، ساعات العمل الطويلة طوال أيام الأسبوع، الإجهاد، ضعف التواصل مع العائلة، وغياب الإجازات الساحلية، إضافة إلى تمديد العقود الإلزامي لأشهر طويلة.
وخلال الندوة، شددت فيليبا تشارلتون من لويدز ريجستر على أن القطاع البحري لا يقتصر دوره على نقل الحاويات والسلع الجافة والسائلة، بل هو عنصر رئيسي في الانتقال العالمي إلى الطاقة النظيفة.
وأكدت أن نجاح هذا التحول يعتمد على جيل جديد من البحّارة المؤهلين للتعامل مع وقود مثل الميثانول والأمونيا والهيدروجين، إلى جانب إعادة تدريب القوى العاملة الحالية بسرعة.
وكشفت روث بومفري من مؤسسة لويدز ريجستر عن بيانات مقلقة، إذ يعمل نحو 1.9 مليون بحّار على 112.5 ألف سفينة تجارية حول العالم، لكن 64% منهم لم يتلقوا أي تدريب متعلق بإزالة الكربون أو الوقود الجديد خلال العامين الماضيين
وقدّرت أن 450 ألف بحّار سيحتاجون تدريبًا مخصصًا بحلول 2030 ، و800 ألف بحلول منتصف العقد نفسه.
وأبرز القبطان ستايليانوس ديمولياس، مؤسس شركة Almi Tankers، أن البحّارة يواجهون تحديات خارج نطاق سيطرتهم، من التوترات السياسية إلى النزاعات الإقليمية، مما يجعل رفاههم النفسي والجسدي ضرورة إدارية لا خيارًا. وقال: "الاتصال الرقمي حقّ وليس امتيازًا"، مشيرًا إلى أن شركته تعمل على تعزيز مهارات القيادة لدى الضباط لضمان بيئة عمل آمنة ومستقرة، وهو ما انعكس في شعور 95% من بحّارتها بالأمان






