بعد نجاحها في استكشاف ثلاثة الحقول البحرية والتي كان آخرها الاعلان عن حقل "جزة1"، كشفت مصادر نفطية لـ"السياسة" أن الحقول النفطية البحرية المتبقية ضمن ستراتيجية "نفط الكويت" للمرحلة الأولى للاستكشافات البحرية "رخوة" و"نوخذة2" و"جزة2" تستعد لمرحلة الاستكشاف. وأكدت المصادر ذاتها أن "نفط الكويت" حققت نجاحا بنسبة 100% في رحلة استكشافاتها في ثلاثة الحقول المكتشفة حتى الأن لاسيما وأن طبيعة الاستكشافات البحرية العالمية يصعب تحقيق النجاح فيها إلا بحدود من 20 إلى 60% ونادرا ماتصل إلى 80%، ولكن "نفط الكويت" تمكنت من خلال التكنولوجيا الرقمية المتطورة ومنصات الحفر ذات التقنيات العالية من الوصول لنسبة نجاح 100% نتيجة جهود الكوادر الوطنية والخبرات الادارية في الشركة التي تتمتع بقدرات مهنية عالية لاسيما وأن مؤسسة البترول تعتبر الداعم الأول لدخول "نفط الكويت" بقوة في الاستكشافات البحرية. وأعربت المصادر ذاتها عن أملها في نجاح "نفط الكويت" من النجاح الاستكشافي في ثلاثة الحقول المتبقية ضمن المرحلة الأولى ولم تستبعد المصادر نفسها أن تكلل جهود "نفط الكويت " من الوصول لنسبة 100% في حفر المرحلة الثانية والتي تتضمن حفر 18 بئرا. وأشارت إلى أن "نفط الكويت" حطمت رقما قياسيا في تاريخ الاستكشافات البحرية العالمية حيث تمكنت خلال 15 شهرا من استكشاف ثلاثة حقول حيث أعلنت في منتصف يوليو 2024 عن أول اكتشاف حقل "النوخذة 1"
وعن تاريخ الاستكشافات البحرية للقطاع النفطي الكويتي قالت المصادر إن للكويت ثلاث مراحل في تاريخ الاستكشافات البحرية أولها التي بدأت عام 1961 من خلال شركة " شل العالمية " التي أجرت مسحا زلزاليا ثنائي الأبعاد بمساحة 6000 كيلو متر طولي في المنطقة البحرية وخلال تلك المرحلة تم حفر عدة آبار ولكن لم تكن النتائج محفزة حيث لم يتم العثور على مواد هيدروكربونية بالشكل المطلوب. واضافت أن المرحلة الاستكشافية البحرية الثانية بدأت بها شركة نفط الكويت عام 1981 حيث اجرت المسح الزلزالي ثنائي الأبعاد وغطى هذا المسح المنطقة البحرية كافة التي تمتد 6000 متر طولي ومع هذا لم يتم الوصول للهدف المنشود وظلت الأوضاع
كما هي لعدة سنوات حتى دخلت " نفط الكويت" في المرحلة الثالثة التي بدأت عام 2012 حيث أجرت الشركة المسح الزلزالي على امتداد المساحات البحرية التي تصل الى 6000 كيلو متر طولي. وأشارت المصادر إلى أن عمليات الحفر للمرحلة الثالثة بدأت فعليا عام 2019 ولكن مع دخول أزمة كورونا عام 2020 أدت لعرقلة السير في طريق الاستكشافات البحرية نظرا للاجراءات الاحترازية التي اتبعتها الدولة كبقية دول العالم. ولكن مع تعافي العالم من تلك الجائحة تدريجيا ضخت مؤسسة "البترول الكويتية" خلال منتصف عام 2022 مليارات الدولارات لاستكمال الاستكشافات البحرية لا سيما أن طبيعة الاستكشافات البحرية تستنزف جهودا وتكلفة أعلى بكثير من الاستكشافات البرية والتي تصل لخمسة أضعاف. وأضافت المصادر أن الكويت تستهدف من تلك الاستكشافات الوصول لانتاج 4 ملايين برميل نفط بحلول 2035 مع الاستدامة على ذلك حتى عام 2040.
