في إنجاز جديد يُضاف إلى سجل إنجازاته العالمية، دخل ميناء حمد، بوابة قطر الرئيسية للتجارة مع العالم، موسوعة غينيس للأرقام القياسية بأكبر مشروع لنقل وإعادة توطين أشجار القرم (مانغروف) في العالم. ويُعد هذا الإنجاز الثاني الذي يسجله الميناء في الموسوعة العالمية، ليؤكد التزامه الراسخ بالممارسات البيئية المستدامة. وجاء تتويجًا لجهود بيئية استثنائية بدأت منذ مرحلة إنشاء الميناء واستمرت على مدى سنوات، بهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري وحماية النظم الإيكولوجية الساحلية.
وشملت العملية نقل وإعادة توطين أكثر من 36 ألف شجرة من مناطق التطوير إلى مواقع ساحلية مختارة بعناية، إلى جانب نقل آلاف الشعاب المرجانية والأعشاب البحرية، باستخدام تقنيات متقدمة ومعايير بيئية دقيقة، وبإشراف علمي مستمر لضمان حماية النظام البيئي البحري من أي تأثير سلبي.
وتُعد أشجار القرم من أهم الأنظمة البيئية الساحلية، لما لها من دور محوري في حماية الشواطئ، وتوفير بيئة طبيعية للأسماك والكائنات البحرية، وامتصاص انبعاثات الكربون، مما يجعل هذا المشروع خطوة استراتيجية نحو تعزيز التنوع البيولوجي ودعم الاقتصاد الأخضر في دولة قطر. وقد تم توثيق المشروع وفقًا لأعلى المعايير العالمية المعتمدة لدى موسوعة غينيس، ليُسجل كأكبر مبادرة من نوعها على مستوى العالم.
وبهذه المناسبة، أكدت مواني قطر أن هذا الإنجاز البيئي العالمي يعكس التزام ميناء حمد المستمر بالاستدامة، ويجسد رؤية دولة قطر في دمج الاعتبارات البيئية ضمن مشاريعها التطويرية والبنى التحتية الكبرى. وأشارت إلى أن ما تحقق يمثل نموذجًا وطنيًا رائدًا في حماية البيئة البحرية، ويُبرز قدرة المؤسسات الوطنية على تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والمحافظة على البيئة.
ويأتي هذا الإنجاز في إطار رؤية قطر الوطنية 2030، التي تضع الاستدامة البيئية في صميم استراتيجيات التنمية الشاملة، وتؤكد أهمية حماية الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. كما يعزز مكانة ميناء حمد كميناء ذكي ومستدام يلتزم بأفضل الممارسات البيئية على المستوى العالمي.
ويشكل هذا الرقم القياسي الجديد إضافة بارزة لسجل إنجازات ميناء حمد، الذي كان قد سجّل اسمه عالميًا سابقًا في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأعمق حوض اصطناعي أُنشئ على سطح الأرض، ليؤكد مجددًا مكانته بين الموانئ الأكثر ابتكارًا واستدامة على مستوى العالم.