يكشف مؤشر أداء محطات الحاويات (CPPI) 2020–2024، الصادر عن البنك الدولي وS&P Global، عن كيفية استجابة الموانئ لخمس سنوات استثنائية من الصدمات العالمية: جائحة كوفيد-19، أزمة البحر الأحمر، والقيود المناخية التي أثرت على قناة بنما.
شملت البيانات 403 موانئ، و175 ألف زيارة لسفن للموانئ، و247 مليون عملية مناولة حاويات، لتؤكد أن الكفاءة لا ترتبط فقط بالموقع الجغرافي أو الحجم، بل بقدرة الميناء على الصمود، والاستثمار، والتكيف.
أبرز الدروس العالمية
- عام 2020 بدأ بقوة، لكن اضطرابات كوفيد-19 مهدت الطريق للتقلبات.
- 2021–2022 سجلا أدنى مستويات الأداء، وكانت سواحل أمريكا الشمالية الغربية من بين الأكثر تضررا.
- 2023 شهد انتعاشا، خصوصا في جنوب آسيا وشرق آسيا.
- شهد عام 2024 تراجعا جديدا، ليس بسبب ضعف الطلب بل نتيجة للتحديات الجيوسياسية (تحويل مسارات البحر الأحمر) والمناخية (نقص المياه في قناة بنما).
يؤكد المؤشر أن اتجاهات أداء الموانئ تعكس الصدمات والتعافي العالمي: الازدحام، أجور النقل البحري، وتأخيرات السفن، كلها تترجم إلى تغيرات في المؤشر.
الموانئ التي حققت أداء جيدا
- ميناء Posorja في الإكوادور: ارتفع بمقدار 72.8 نقطة منذ عام 2020، ليصبح أفضل موانئ أمريكا اللاتينية. ويعود هذا التقدم إلى تصميمه العميق المخصص، إلى جانب استثمارات شركة DP World.
- ميناء Gothenburg في السويد: سجل ارتفاعا قدره 71.2 نقطة، مؤكدا أن مرونة الموانئ الأوروبية ليست حكرا على المرافئ العملاقة.
- ميناء بورسعيد، مصر: الآن في المرتبة الثالثة عالميا، مدعومة بتوسعة محطة حاويات قناة السويس وأنظمة الموانئ الرقمية.
- ميناء Dakar، السنغال: ارتفع ترتيبه من 82- في عام 2023 إلى 23+ في عام 2024، ليصبح الميناء الأعلى تصنيفا في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية، بفضل تحديث الرافعات، ورقمنة الجمارك، وتحسين شبكات الربط.
- ميناء Jawaharlal Nehru، الهند: شهد تحسنا ملحوظا مع السعة الجديدة، ما ساهم في تقليل الوقت الذي تقضيه السفن في الميناء.
الموانئ التي تواجه ضغوطا
- ميناء Cape Town، جنوب إفريقيا: شهد تراجعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، رغم انتعاشه لوقت قصير في 2024، حيث ما تزال أوقات الانتظار على المخطاف تمثل نقطة ضعف رئيسية.
- ميناء Coega/Ngqura ، جنوب إفريقيا: شهد تقلبات مماثلة، متأثرا بالازدحام وضعف روابط النقل البري.
- موانئ الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: تميزت بمستويات أداء مرتفعة في 2020، إلا أن أزمة البحر الأحمر أدت إلى تراجع مكانتها لاحقا.
- موانئ الساحل الغربي لأمريكا الشمالية: سجلت أدنى نتائج عالمية في 2022، ما كشف عن اختلالات هيكلية.
اقرأ أيضاً:استقبال السفينة المتخصصة ZHEN HUA 23 في رصيف محطة هاتشيسون رقم 1 في ميناء السخنة |
المقارنات الإقليمية
الصين وشرق آسيا
تتصدر الصين قائمة أفضل 20 ميناء، حيث جاءت الموانئ التالية:Yangshan ،Fuzhou ،Dalian ،Ningbo ،Guangzhou ،Chiwan ،Tianjin ،Xiamen، وYantian ضمن المراتب العليا. ويتصدر ميناء Yangshan العالم بمؤشر CPPI يبلغ 146.3، فيما عززت الاستثمارات في الأتمتة، والعمل على مدار الساعة، وكبر حجم العمليات من صمود ومرونة موانئ شرق آسيا.
آسيا الداخلية وجنوب شرق آسيا
موانئ مثل Cai Mep (فيتنام) و Tanjung Pelepas(ماليزيا) بقيت ضمن اللاعبين الإقليميين الأقوياء، لتثبت أن مراكز التصدير ذات الحجم المتوسط قادرة على منافسة الموانئ العملاقة.
جنوب آسيا
قاد هذا الإقليم التعافي بوضوح، مع تحسن كبير في مينائي Jawaharlal Nehru وMundra (الهند). وكان جنوب آسيا الإقليم الوحيد الذي تجاوز أداء عام 2020 في عام 2023، قبل أن تؤثر اضطرابات البحر الأحمر على نتائج 2024.
الشرق الأوسط
برزت موانئ مثل بورسعيد (مصر)، حمد (قطر)، وصلالة (عُمان) كأقوى الموانئ إقليميا، إلا أن أزمة البحر الأحمر أدت إلى تراجع التفوق السابق.
أوروبا
شهد الأداء تفاوتا، فقد برزت موانئ مثل Algeciras (إسبانيا) وGothenburg (السويد)، بينما بقيت معدلات النمو في شمال أوروبا مستقرة. واستعاد مينائي مارسيليا و Le Havre(فرنسا) جزءا من قوتهما بعد سنوات من التراجع.
أمريكا الشمالية
رغم الاستقرار النسبي في 2023–24، ما تزال موانئ أمريكا الشمالية متأخرة. حيث حقق مينائي Philadelphia وOakland بعض التحسن، لكن المشاكل الهيكلية مثل نقص العمالة والإزدحام البري ما تزال قائمة.
أمريكا الجنوبية
برز مينائي Posorja (الإكوادور) وBuenaventura (كولومبيا) كأبرز الفائزين، ومع ذلك يبقى الاعتماد على الموانئ النهرية مثل Guayaquil مصدرا للهشاشة.
إفريقيا
لا تزال الموانئ الأفريقية متأخرة هيكليا، لكن تظهر بعض النقاط المضيئة، حيث قفز ميناء داكار (السنغال) إلى الصدارة، بينما يواصل مينائي Durban وCape Town (جنوب إفريقيا) المعاناة من الازدحام، وضعف الروابط بالسكك الحديدية، والتأخيرات الناجمة عن حالة الطقس.