يُحيط الغموض مستقبل سفينة متخصصة لتركيب توربينات الرياح البحرية بعد إلغاء مفاجئ يهدد بتفاقم أزمة القطاع المتعثر في الولايات المتحدة.
وفي خطوة صادمة، ألغت شركة ميرسك الدنماركية عقدًا لبناء السفينة مع شركة "سيتريوم" (Seatrium) رغم اكتمال بنائها بنسبة 98.9%.
والآن، تبحث "سيتريوم"، التي تتخذ من سنغافورة مقرًا لها، اتخاذ الإجراءات القانونية لتدارك الوضع الناتج عن الوقف "الظالم" لأعمال البناء.
وكان من المقرر استعمال السفينة في العام المقبل (2026) لتركيب توربينات الرياح البحرية في مزرعة شركة إكوينور النرويجية قبالة سواحل الولايات المتحدة "أوفشور ويند 1" التي كان من المقرر دخولها حيز التشغيل في عام 2027، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتطورات قطاع الرياح البحرية.
سفينة تركيب توربينات الرياح البحرية
تصل قيمة الصفقة المُلغاة لبناء سفينة تركيب توربينات الرياح البحرية بين شركتي ميرسك وسيتريوم إلى 475 مليون دولار.
وتقدّمت ميرسك أوفشور ويند (Maersk Offshore Wind) بالطلبية إلى شركة بناء السفن السنغافورية في مارس/آذار من عام 2022، وانطلقت أعمال إنشائها في مايو/أيار الماضي (2025).
وكان من المقرر نشر السفينة داخل مزرعة "أوفشور ويند 1" لإجراء عمليات تركيب توربينات الرياح بصورة متتالية وفي وقت أقل بنسبة 30% من الطرق التقليدية.
وأرجعت ميرسك إلغاء الطلبية إلى التأخيرات التي شابت أعمال البناء، ومشكلات أخرى لم تسمها، رغم أن السفينة أوشكت على الانتهاء.
والآن، تقول سيتريوم إنها تستكشف حلولًا قابلة للتنفيذ؛ من بينها التفاوض مع المستهلك النهائي للسفينة مزرعة الرياح "إمباير أوفشور ويند 1" (1Empire Offshore Wind) التي تطورها شركة إكوينور.
ووفق تفاصيل المشروع لدى منصة الطاقة المتخصصة، من المقرر تركيب 54 توربين رياح داخل مزرعة الرياح بسعة 810 ميغاواط لتزويد نصف مليون منزل في نيويورك بالكهرباء النظيفة.
وتقرر استئناف أعمال بناء مزرعة طاقة الرياح البحرية بعد أمر وقف أصدره مكتب إدارة طاقة المحيطات التابع لوزارة الداخلية الأميركية في أبريل/نيسان (2025) رغم الحصول على الضوء الأخضر خلال مدة حُكم الرئيس السابق جو بايدن.
وكانت إدارة الرئيس الحالي دونالد ترمب تبحث في مدى امتثال مطور المزرعة بالأُطر التنظيمية والبيئية، ولأن التقييم السابق تم دون إجراء التحليلات والمشاورات الكافية.
وتسبب هذا التوقف الذي دام شهرًا في خفض قيمة مشروعات الرياح البحرية في أميركا التي تطورها "إكوينور" بمقدار 955 مليون دولار.
بناء سفن تركيب توربينات الرياح البحرية
تقول شركة سيتريوم إنها تراجع حاليًا مدى قانونية إشعار "ميرسك" بإلغاء صفقة بناء سفينة تركيب توربينات الرياح، والمزاعم الواردة فيه.
وأيضًا، تقيّم الشركة المعروفة سابقًا باسم "سيمبكورب" للحفارات والمنصات العائمة البحرية (Sembcorp) الخيارات القانونية والتجارية المتاحة فيما يتعلق بالعقد؛ ومنها الحق في الطعن عليه مع بدء الإجراءات القانونية سعيًا للحصول على كل التعويضات الممكنة نظير الوقف "الظالم".
وفور ورود الأنباء عن إلغاء الصفقة، هوت أسهم شركة سيتريوم بنسبة 6.5% في بورصة سنغافورة، يوم الخميس الموافق 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري (2025).
كما نصحت الشركة المساهمين بتوخي الحذر عند التعامل مع الأسهم أو أي أوراق مالية أخرى تخص المجموعة.
ولا يُعرف حتى الآن، ما إذا كانت "ميرسك" قد سددت المدفوعات المستحقة عليها مقابل أعمال بناء السفينة من عدمه.
من جانبها، تقول شركة إكوينور إنها تُقيِّم تبعات المشكلة والبدائل المتاحة أمامها لمواصلة إحراز تقدم ودخول مزرعة الرياح البحرية الأميركية لحيز التشغيل في الموعد المقرر في عام 2027.
يُشار هنا إلى أنه يوجد عدد محدود من السفن القادرة على رفع وحمل وتجميع وتركيب توربينات الرياح البحرية حول العالم.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي (2025)، حققت سيتريوم إنجازًا بتسليمها أولى سفن تركيب توربينات الرياح البحرية في الولايات المتحدة والمملوكة لشركة "دومينيون إنرجي" (Dominion Energy).
وقد تكون السفينة واسمها "تشاريبديس" (Charybdis) بطول 472 قدمًا وعرض 184 قدمًا خيارًا مُجديًا أمام إكوينور، وهو ما أكده ممثل "دومينيون" جيرمي سلايتون بقوله إن السفينة ستكون متاحة لدعم المشروعات المختلفة ولا سيما تركيب توربينات الرياح البحرية فور انتهاء عقد الإيجار مع مزرعة رياح بحرية في فيرجينيا.
