نجح أول محرك بحري في العالم يعمل بالميثانول بنسبة 100% في الاختبار الذي أجرته الشركة المطوّرة، رولز رويس البريطانية (Rolls-Royce) لتصنيع السيارات الفاخرة.ووفق بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة، يهدف اختبار أول محرك بحري عالي السرعة في العالم يعمل بالميثانول بالكامل، إلى إحداث نقلة نوعية في دفع السفن، وخفض انبعاثات الكربون في قطاع النقل البحري.
كما تعمل رولز رويس على تطوير مفهوم الوقود المزدوج الذي يمكنه استعمال كل من الميثانول والديزل، وهي تقنية مؤقتة ريثما يتوفر الميثانول الأخضر على نطاق واسع.وبرز الميثانول بوصفه أحد أكثر أنواع الوقود الواعدة لإزالة الكربون من النقل البحري، إذ يُعدّ نظيفًا وآمنًا في آنٍ واحد.
أول محرك بحري في العالم يعمل بالميثانول
أُجري اختبار أول محرك بحري في العالم يعمل بالميثانول، في رولز رويس باور سيستمز (Rolls-Royce Power Systems)، قسم الهندسة المتقدمة التابع للشركة في فريدريشهافن بألمانيا، جزءًا من مشروع بحثي (meOHmare).
ويضم هذا التعاون شركة وودوارد لورانج (Woodward L’Orange) المتخصصة في حقن الوقود من فيورباخ بألمانيا، ومعهد الأبحاث دبليو تي زد روسلاو (WTZ Roßlau)، المتخصص في تقنيات المحركات وأنظمة الوقود وحلول الدفع البديلة.
ويُموَّل المشروع المشترك من قبل الوزارة الاتحادية الألمانية للشؤون الاقتصادية والطاقة، بهدف تطوير مفهوم شامل لمحرّك بحري عالي السرعة محايد للكربون بحلول نهاية عام 2025، ويعتمد كليًا على الميثانول الأخضر.وأشارت شركة "رولز رويس" إلى أن الميثانول يُشكّل تحديات جديدة للهندسة، فعلى عكس الديزل، يُعدّ الميثانول كحولًا سائلًا عديم اللون لا يشتعل من تلقاء نفسه، ويتطلب نظام حقن جديدًا كليًا.
ولذلك، أعاد مهندسو رولز رويس تصميم عملية الاحتراق، ونظام الشحن التوربيني، وأنظمة التحكم في المحرك بالكامل، كما أعادوا تصميم البنية التحتية لمنضدة الاختبار لتلبية متطلبات وقود الميثانول.وأوضح رئيس تطوير محركات الميثانول في رولز رويس ضمن قسم أنظمة الكهرباء، يوهانس كيش، قائلًا: "أظهرت الاختبارات الأولية أن المحرك يعمل بسلاسة، والآن حان وقت الضبط الدقيق".
نقطة تحول في مجال الشحن البحري
بحسب نائبة الرئيس الأول لشؤون النقل البحري العالمي في رولز رويس، دينيس كورتولوس، فإن الاختبار الناجح يمثّل نقطة تحول في مجال الشحن المستدام. وتعتقد كورتولوس -أيضًا- أنه يثبت أن الميثانول الأخضر وقودٌ تطلعي، وأن التقنيات التي تدعمه موجودة. وأضافت: "يُعدّ محرك الميثانول أحادي الوقود حلًا جذابًا، خاصةً لمشغّلي العبّارات واليخوت وسفن الإمداد الذين يرغبون في تقليل بصمتهم الكربونية"، و"المهمة الآن هي تهيئة الظروف المناسبة لاستعمال أوسع". كما قالت: "بالنسبة لنا، الميثانول هو وقود المستقبل في قطاع الشحن: نظيف وفاعل وصديق للبيئة.. فهو يحترق بانبعاثات أقل بكثير من الوقود الأحفوري، ويتميز بكثافة طاقة عالية مقارنةً بمصادر الطاقة المستدامة الأخرى".من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة رولز رويس باور سيستمز، الدكتور يورغ ستراتمان، أن "هذا إنجازٌ غير مسبوق في العالم.. حتى الآن لا يوجد محرك آخر عالي السرعة ضمن هذه الفئة من المحركات عالية الأداء يعمل فقط بالميثانول".
وأضاف: "نستثمر خصوصًا في التقنيات المستقبلية لفتح آفاق فعّالة لعملائنا لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتوسيع دورنا الريادي في أنظمة الدفع المستدامة".






