شهدت العاصمة الصومالية ، تدشين محطة الحاويات الجديدة في ميناء مقديشو وذلك في حفل ترأسه وزير الموانئ والنقل البحري عبد القادر محمد نور، إلى جانب المدير العام الجديد للميناء محمد علي نور، المعروف بلقب"أميريكو". ويُعد المشروع نقلة نوعية للميناء الأكبر في البلاد، حيث يرفع طاقته الاستيعابية من 150 ألف حاوية قياس 20 قدماً (TEUs) إلى نحو 250 ألف حاوية سنوياً.
وبهذه الخطوة، يقترب ميناء مقديشو من منافسة موانئ إقليمية كبرى مثل مومباسا الكينية (1.4 مليون حاوية سنوياً) ودار السلام التنزانية (نحو مليون حاوية)، فيما يظل جيبوتي في الصدارة بالنسبة لإثيوبيا التي تعتمد عليه لنقل معظم وارداتها وصادراتها. إلى جانب المحطة الجديدة، أطلقت السلطات أيضاً مشروع بناء مقر إداري وتشغيلي حديث للميناء، يهدف إلى تحسين منظومة الحوكمة وتعزيز الكفاءة التشغيلية.
اقرأ أيضاً:هيئة النقل البحري البريطانية: بلاغ عن تعرض سفينة لحادث شرق مقديشو |
وتعتبر التوسعة وفقاً للحكومة الصومالية "خطوة تاريخية وتعكس رغبة الصومال في ترسيخ موقعه في منظومة التجارة الأفريقية، كما أن رفع القدرة الاستيعابية بنحو 100 ألف وحدة تتماشى مع رؤية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية التي تتطلب موانئ حديثة ومتطورة". ويرى خبراء أن المشروع سيساهم في خلق فرص عمل واسعة للشباب الصومالي، وتنشيط قطاعات مرتبطة كالنقل البري والخدمات اللوجستية، فضلًا عن تقديم بدائل أقل تكلفة وأقصر مسافة لدول الجوار غير الساحلية مثل إثيوبيا، وجنوب السودان، وأوغندا، ورواندا، وبوروندي، والكونغو الديمقراطية.واعتبر محللون أن توسعة الميناء مؤشر على ثقة المستثمرين الدوليين في الصومال، على الرغم من التحديات الأمنية. كما تعكس مشاركة شركاء إقليميين، خاصة من دول الشرق الأوسط، اشتداد التنافس الجيوسياسي على طول الممر التجاري للمحيط الهندي.