في عملية معقدة جمعت بين مهام الإنقاذ والإطفاء، أعلنت البحرية الهندية عن نجاح فرقها في السيطرة على حريق اندلع على متن ناقلة الغاز المسال “إم تي فالكون” التي ترفع علم الكاميرون، بعد انفجار وقع في عرض مياه خليج عدن قبالة سواحل جيبوتي، وأسفر عن مقتل اثنين من أفراد طاقمها.الناقلة، التي كانت محملة بالكامل بشحنة من غاز البترول المسال وعلى متنها 26 بحاراً، تعرضت لانفجار داخلي في العشرين من أكتوبر، ما تسبب في اندلاع النيران وجعلها تائهة على بعد نحو 116 ميلاً بحرياً شرق ميناء عدن اليمني.
وتمكنت سفن تجارية كانت في المنطقة من إنقاذ 24 من أفراد الطاقم، بينهم 25 هندياً وبريطاني واحد.الفرقاطة الهندية INS Trikand تولت تنسيق جهود الإطفاء والبحث، بالتعاون مع قاطرة إنقاذ استأجرتها الشركة المالكة، وتمكنت من احتواء الحريق بعد ساعات من العمل المتواصل.
وبعدها صعد فريق متخصص من عناصر البحرية الهندية إلى متن السفينة المحترقة، ليعثر على جثث البحارين المفقودين وسط حرارة خانقة وهياكل معدنية متفحمة وانبعاثات سامة. وتم لاحقاً نقل الرفات إلى سفارة الهند في جيبوتي.ورغم أن القيادة البريطانية للتجارة البحرية (UKMTO) كانت قد أفادت في البداية بأن السفينة تعرضت لضربة من “مقذوف مجهول”، إلا أنها عادت لتؤكد أن التحقيقات لا تزال جارية وأنه لا يمكن استبعاد فرضية وقوع “حادث داخلي” على متنها. وتم لاحقاً تخفيض مستوى التحذير إلى “بلاغ استشاري”
في انتظار نتائج التحقيق.في المقابل، كشفت بعثة الاتحاد الأوروبي البحرية “أسبيديس” (EUNAVFOR ASPIDES) أنها قادت في المرحلة الأولى عمليات البحث والإنقاذ، حيث تولت الناقلة MEDA انتشال الناجين، تحت حماية الفرقاطة اليونانية HS SPETSAI التي رافقتهم إلى ميناء جيبوتي لتسليمهم إلى خفر السواحل المحلي.غير أن أبعاد الحادث اتخذت منحى أكثر تعقيداً بعد تصريحات خبراء الأمن البحري، الذين أشاروا إلى أن السفينة قد تكون جزءاً مما يُعرف بـ“الأسطول الشبح” المرتبط بعمليات النقل البحري غير المشروع للمنتجات الإيرانية.
وقال مارتن كيلي، رئيس وحدة الاستشارات في مجموعة EOS Risk، إن البيانات المتاحة تُظهر أن الناقلة MT Falcon كانت تنقل شحنة من غاز البترول المسال قادمة من ميناء عسلوية الإيراني، في طريقها على الأرجح إلى ميناء رأس عيسى اليمني لتزويد جماعة الحوثي.وأشار موقع TankerTrackers إلى أن الناقلة، المملوكة لشركة هندية والمسجلة تحت علم الكاميرون، يبلغ عمرها 31 سنة، وكانت قد احتُجزت في يناير الماضي بميناء إسطنبول بسبب 13 مخالفة تقنية، ولا تملك تأميناً بحرياً معترفاً به.







