دكتور: شريف محسن
عضو لجنة سفن المحيطات بالاتحاد الدولي للتأمين البحري الأسبق IUMI Ocean Hull Committee
نائب رئيس لجنة الوحدات بالاتحاد المصري للتأمين الأسبق.
كان موضوع الجرائم المرتبطة بنقل البضائع حاضرا بقوة خلال اجتماع الربيع السنوي Spring Meeting للجنة منع الخسائر Loss prevention Committee في مقر الاتحاد الدولي للتأمين البحري IUMI في هامبورج خلال المدة من 30 مارس 2025 إلى 1 ابريل 2025.
خلال الاجتماع، تم تقديم ثلاثة أوراق عن هذا الموضوع من ثلاثة أعضاء وهي على الترتيب: (الجرائم المرتبطة بنقل البضائع في افريقيا – الجرائم المرتبطة بنقل البضائع في امريكا اللاتينية – الجرائم المرتبطة بنقل البضائع في أسيا)
وفي هذا المقال تم عرض الورقة الأولى بعنوان الجرائم المرتبطة بنقل البضائع في افريقيا Cargo Crime in Africa، وهي من اعداد السيد Remi Barral، المدير العام لشركة JLB Expertises وعضو لجنة منع الخسائر في الاتحاد الدولي للتأمين البحري (IUMI). تنص الورقة الأولى عن أنه لا تزال سرقة الشحنات تُشكل تحديا كبيرا في جميع أنحاء أفريقيا، وتختلف أنماطها باختلاف المنطقة. وتُسهم عمليات اختطاف الشاحنات وسرقات الموانئ، وسطو المستودعات، والقرصنة البحرية، جميعها في تعطيل سلاسل التوريد Supply Chains، مما يؤدي إلى خسائر مالية ومخاوف أمنية.
اختطاف الشاحنات
تشهد جنوب أفريقيا أعلى عدد من عمليات اختطاف الشاحنات في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تنطوي أكثر من ٦٧٪ من الحالات المُبلغ عنها على أعمال عنف. تستهدف العصابات المسلحة الشاحنات التي تحمل سلعا عالية القيمة مثل الإلكترونيات والأغذية والسجائر والأدوية. ويرتبط ارتفاع معدلات الإبلاغ في جنوب أفريقيا بتطورها الصناعي، وليس بالضرورة بارتفاع مستويات السرقة مقارنةً بالدول الأفريقية الأخرى.
في نيجيريا، تُعد عمليات اختطاف الشاحنات شائعة، لا سيما في المناطق الصناعية المحيطة بأبابا ولاغوس، حيث يزيد الازدحام من احتمالية التعرض للخطر. ومع ذلك، فقد أدت تحسينات البنية التحتية إلى انخفاض عدد الحوادث. في أماكن أخرى من أفريقيا، تُعدّ ممرات النقل النائية التي تربط الدول غير الساحلية بالموانئ مناطق عالية الخطورة. وكثيرا ما تتعرض الشاحنات التي تحمل المعادن والمنتجات الزراعية، مثل النحاس والكاكاو، للكمائن، مما يُفاقم الوضع سوءا بسبب الفساد وتورط جهات داخلية.
سرقة البضائع في الموانئ
على الرغم من تحسّن الإجراءات الأمنية في الموانئ الأفريقية، لا تزال السرقة تحدث، لا سيما أثناء تفريغ البضائع وعبورها. حيث يقوم اللصوص بفتح الحقائب، أو إخفاء البضائع المسروقة تحت الشاحنات، أو التلاعب بأنظمة الوزن لتحويل مسار البضائع. ويُعدّ الفساد والفقر Corruption and poverty دافعا للعديد من هذه الجرائم، مما يتطلب يقظة مستمرة للحفاظ على الأمن.
القرصنة البحرية
لا يزال خليج غينيا بؤرة رئيسية للقرصنة، حيث ارتفعت الحوادث المُبلغ عنها بنسبة 50٪ في عام 2019. ومع ذلك، أدى تحسّن الإجراءات الأمنية إلى انخفاض الجرائم البحرية بنسبة 54٪ بحلول عام 2021.
سرقات المستودعات
تُعدّ المستودعات أهدافا متكررة للسرقة، وغالبا ما تنطوي على فساد بين أفراد الشرطة أو الموظفين. يقتحم اللصوص الأبواب أو الأسقف أو الجدران لسرقة البضائع. يُفاقم عدم الاستقرار السياسي الوضع، كما حدث في موزمبيق في ديسمبر 2024، حيث أدت الاحتجاجات إلى نهب المستودعات. كما ينتشر الاختلاس، حيث تقوم جهات موثوقة بسرقة البضائع المُخزنة، لا سيما المنتجات الزراعية والبترولية.
اقرأ أيضاً:ميناء الإسكندرية تحقق معدلات أداء غير مسبوقة في حركتي السفن والبضائع عام 2024-2025 |
سرقات الحاويات
تتزايد سرقة البضائع من الحاويات، حيث يستخدم المجرمون تقنيات متطورة للتلاعب بالأختام. إضافة إلى ذلك، أصبحت أفريقيا نقطة عبور لتهريب المخدرات من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا، مما يزيد من المخاطر الأمنية على الشحنات المشروعة.
لا تزال سرقة البضائع تُمثل مشكلة حرجة في جميع أنحاء أفريقيا، إذ تؤثر على قطاعات متعددة. يتطلب التصدي لهذه المشكلة تعزيز الأمن، وجهود مكافحة الفساد، والتعاون الإقليمي لحماية سلاسل التوريد والحد من الاضطرابات. تعتمد حلول مكافحة هذه السرقات على الأسباب الجذرية Route Causes والظروف الخاصة بكل بلد.